كلّف “الفريق الحكومي” المعني بإجراءات التصدي للفيروس في مناطق سيطرة النظام، وزارات الخارجية والداخلية والصحة والنقل، في 18 من نيسان الماضي، بدراسة واقع المواطنين السوريين الذين تقطعت بهم سبل العودة من الخارج.
ووضع الفريق مجموعة من الضوابط والمعايير لاستقدامهم، تضمنت اتخاذ إجراءات السلامة والصحة وفرض الحجر الصحي الإجباري لمدة 14 يومًا للقادمين، وعدم منح أي استثناءات فيما يخص قرار الحجر.
وتصل الطائرات السورية إلى مطار دمشق قادمة من الخارج تباعًا، وعلى متنها سوريون راغبون بالعودة إلى البلاد في ظل انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) حول العالم.
وتفيد معلومات متقاطعة، حصلت عليها عنب بلدي، أن الحجر على العائدين من الخارج لا يتجاوز اليومين، وهو ما يشكل خطرًا لناحية نقل الفيروس على نطاق أوسع في سوريا.
إجراءات الحجر للعائدين
في حديث خاص لعنب بلدي، أكد أحد السوريين العائدين مؤخرً، (تحفظ على ذكر اسمه)، أنه خرج من الحجر الصحي بعد 36 ساعة، ولم يبقَ 14 يومًا كما أخبروه سابقًا.
وقال المواطن السوري، العائد من القاهرة، إنه فور وصوله إلى مطار دمشق، فحصوا درجة حرارته مرة واحدة فقط، موضحًا أنه تم عزل الأشخاص ممن كانت لديهم حرارة مرتفعة عن الآخرين.
وبعد ذلك، نُقل إلى السكن الجامعي في منطقة المزة بدمشق، وفُرز شخصان أو ثلاثة في كل غرفة، بينما نُقلت العائلات إلى أحد الفنادق.
وأوضح أن أخذ العينات لإجراء الاختبار الخاص بالكشف عن “كورونا” كان في صباح اليوم الثاني لوصوله، وفور ظهور نتيجته سلبية في اليوم التالي، سُمح له بمغادرة الحجر الصحي.
وحول ظروف الحجر، أشار إلى أن السكن الجامعي يفتقر لأدنى مقومات النظافة، ودورات المياه مشتركة لجميع النزلاء، بينما تم توزيع وجبات (أرز وبازلاء) ومعلبات ومياه على النزلاء.
هل يظهر الفيروس من الاختبار الأول؟
تشير معلومات طبية إلى أن الاختبار السلبي لا ينفي وجود إصابة محتملة بفيروس “كورونا” بشكل تام، لأنه في حال أخذ العينات أو نقلها بصورة خاطئة قد تصدر عن طريق الخطأ نتيجة سلبية.
ويفسر ذلك بعض الحالات التي ظن الأطباء أنها تعافت من “كورونا” ثم جاءت نتائج اختبارات عيناتهم إيجابية بعد خروجهم من المستشفى، ولذلك يخضع المرضى المصابون للاختبار مرات عدة.
وعادة تؤخذ مسحات من اللعاب بعود استخراج قطني من الجهاز التنفسي العلوي للشخص، أي من الحلق والأنف والفم، كما يمكن أخذ عينات من الرئتين في بعض الحالات أيضًا.
وقد تُظهر النتائج عدم وجود العامل الوراثي في العينة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة عدم حمل الشخص للفيروس، فقد يكون الفيروس في جسمه بالفعل لكنه في أجزاء أخرى لم تؤخذ منها عينات.
“الصحة” تؤكد أهمية الحجر
أكدت وزارة الصحة في حكومة النظام، أن تطبيق الحجر الصحي على القادمين من الخارج يهدف إلى حماية المواطنين والأمن الصحي، لا سيما أن أغلبهم قادمون من دول سجلت معدلات مرتفعة بالإصابة.
وقالت الوزارة، الخميس 14 من أيار، إن خروجهم قبل التأكد من سلامتهم قد يسبب انتشار العدوى، وبالتالي الاضطرار لإعادة تطبيق الإجراءات الاحترازية مجددًا.
وأوضحت أن عدد الأشخاص الذين وُضعوا في الحجر الصحي، بلغ ستة آلاف و781 شخصًا، منذ 5 من شباط الماضي، من بينهم ألفان و557 شخصًا لا يزالون قيد المتابعة.
ونبهت إلى أن المسحات للقادمين تجري مجانًا، وفق الطاقة الاستيعابية لمخابرها، مع إعطاء الأولوية لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والحوامل وذوي الإعاقة.
وأوضحت أنها جهزت مراكز الحجر الصحي بالتعاون مع وزارات التعليم العالي والأوقاف والشؤون الاجتماعية، ضمن الإمكانيات الحكومية المتاحة.
وكان مدير صحة ريف دمشق، ياسين نعنوس، أعلن، في 28 من نيسان الماضي، أن كل شخص قادم من خارج البلاد تتم استضافته بأحد مراكز الحجر الصحي لمدة 14 يومًا، وهي مدة حضانة الفيروس.
وأضاف أن الفريق الطبي يفحص درجات الحرارة ثلاث مرات يوميًا للوافدين، مؤكدًا أهمية الحجر الصحي.
–