تسببت الدراما السورية المعروضة في رمضان الحالي بخلافات في “مجلس الشعب”، وتحولت جلسة أمس، الأربعاء 13 من أيار، إلى سجال بين أعضاء “لجنة الإعلام والاتصال” من جهة، ووزير الإعلام في حكومة النظام، عماد سارة، من جهة أخرى.
وانتقدت “لجنة الإعلام والاتصال”، أعمالًا درامية سورية، من بينها “الساحر”، و”بوشنكي”، و”حكايا بنات”، التي عُرضت في رمضان على قنوات محلية، وفقًا لما نقلته جريدة “الوطن” المحلية، مساء أمس.
مسلسل “الساحر”
أثار عضو مجلس الشعب وليد درويش، قضية عرض مسلسل “الساحر” على قناة “سما” السورية، منتقدًا غياب الرقابة على المسلسل، لا سيما عن أغنية للمطربة إسرائيلية زهافة كوهين، عُرضت في الحلقات الأولى.
وقال درويش، إن “عرض هذه الأغنية كان مقصودًا، خصوصًا أن الممثلين في هذا العمل الدرامي يعلمون وضع هذه المطربة”.
كما تعرض المسلسل ذاته لانتقاد عضو المجلس و”نقيب الفنانين”، زهير رمضان، حيث قال إنه “من غير المقبول أن يُعرض مسلسل فيه سوريون وتُعرض فيه أغنية لمغنية صهيونية، ويتم ترقيص الجيل على أنغام هذه المغنية”.
وتساءل رمضان كيف مر هذا المسلسل، “علمًا أنه لا يُعرض أي عمل درامي إلا بعد موافقة الهيئة العامة للتلفزيون؟”.
بالمقابل، رد وزير الإعلام في حكومة النظام، عماد سارة، بأن مسلسل “الساحر” صُوّر في لبنان ولم يمرر على لجنة الرقابة في وزارة الإعلام، مؤكدًا أن رقابة الوزارة عليه لاحقة.
وأوضح سارة أنه “تم التواصل مع مسؤولي القناة وتنبيههم للموضوع، وتم حذف المشهد على صفحة “فيس بوك”، نتيجة لذلك.
غياب الرقابة
وجّه عضو مجلس الشعب وليد درويش، انتقادات لمسلسل “بوشينكي”، لما ورد فيه من “ألفاظ نابية تسيء للمجتمع السوري”، مبديًا استغرابه من مروره.
وطالت انتقادات درويش لجنة الرقابة الخاصة بالموافقة على الأعمال الدرامية، معتبرًا أن هذه اللجنة ليست لها علاقة بالرقابة، وتتكلم بلغة المفردات الشخصية.
وتساءل كيف توافق اللجنة على أعمال مثل مسلسل “حركات بنات”، رغم رفضه أكثر من مرة، ليتم تمريره في النهاية.
بينما قال “نقيب الفنانين”، زهير رمضان، إن “مؤسسة الإنتاج التلفزيوني” تحولت إلى “كابوس”، وما قدمته من أعمال لم تصل إلى الطموح وهي “أعمال خاسرة”.
أما وزير الإعلام، عماد سارة، فرد على الانتقادات مؤكدًا أنه لا توجد رقابة على ما تعرضه قناة “سما”، لأن “ترخيصها في المنطقة الحرة، وبالتالي تُعامل معاملة غيرها من القنوات العربية”.
واعتبر سارة أن وزارة الإعلام و”الهيئة العامة للتلفزيون” لا تتحملان مسؤولية تراجع الدراما، موضحًا أن نجاح العمل الدرامي “يحتاج إلى بيئة اقتصادية هادئة، ونحن في حالة حرب”.
ونبّه سارة إلى أن معظم الفنانين السوريين غادروا لأسباب اقتصادية أو سياسية أو لأسباب أخرى، “كما أصبح هناك تخبط فني في سوريا، إضافة إلى أن العمل الفني يحتاج إلى ضخ مالي كبير”.
قبنض فضّل السكوت
فضّل عضو “برلمان النظام” والمنتج محمد قبنض، السكوت، قائلًا، “إذا حكينا سوف يحارب الوزير شركتي، لذلك سوف أسكت رغم وجود كلام كثير”.
ووصف قبنض، وزير الإعلام، عماد سارة، بأنه “ليس هينًا” وأنه ذهب لزيارته لكن سارة لم يستقبله، بل أرسله إلى معاون الوزير، بعد أن جعله ينتظر لنصف ساعة.
بيع أرشيف مقابل 200 ألف دولار
اتهم عضو “مجلس الشعب” وليد درويش، مدير مؤسسة الإنتاج التلفزيوني، زياد الريس، ببيع أرشيف لإحدى شركات الإنتاج الخاصة بقيمة 200 ألف دولار، وقال إنه فيما بعد تمت إعادة الأرشيف والمبالغ بطريقة مجهولة.
أما وزير الإعلام، عماد سارة، فنفى ما ذكره درويش، ما دفع الأخير إلى الانسحاب من الجلسة، قائلًا، “الله يعطيكم العافية، وكل كلامي الذي قلته مشطوب من محضر الجلسة”.
وتدخل رئيس اللجنة، إلياس مراد، معتبرًا انسحاب درويش خطأ ويتعلق باحترام الحضور، وأعرب عن اعتذاره للوزير وللحضور.
وأوضح أنه في حال وجود مشكلة فيجب عقد جلسة عامة، وتشيل لجنة تحقيق في القضايا التي يكون فيها شبه فساد، حيث يم عرض التقرير على المجلس الذي إما أن يوافق عليه أو يرفضه.
وهدد مراد بالانسحاب من الجلسة معتبرًا أنها ليست “للمهاترات”، وذلك بعد استمرار الجدال بين أعضاء اللجنة من جهة والريس من جهة أخرى.
وليست المرة الأولى التي تثير فيها الدراما أزمات في الوسط الفني والحكومي السوري، وكان المخرج المخرج السوري زهير قنوع أطلق مؤخرًا مبادرة “لحل مشاكل الدراما السورية” عبر “فيس بوك”.
وأنشأ قنوع صفحة، في 3 من أيار الحالي، تحت عنوان “ورشة عمل الدراما السورية”، لمناقشة واقع ومشاكل الدراما، التي خرجت “بحصيلة مخجلة”، بحسب رأيه.
ودعا قنوع عبر الصفحة المنتجين والكتّاب والمخرجين والممثلين إلى “ورشة مفتوحة” لتصحيح المسار، مشيرًا إلى نيته رفع المقترحات إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
–