ملفاته عن النظام وإدلب ورسائله إلى روسيا.. جيفري يكثّف تصريحاته حول سوريا

camera iconالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

خلال الأسبوعين الأولين من أيار الحالي، أظهر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، نشاطًا ملحوظًا تمثل في مجموعة من التصريحات التي حملت رسائل عدة، قرأ فيها خبراء نوعًا من التقارب بين واشنطن وموسكو، وزيادة في إطباق الحصار على النظام السوري.

أحدثها للنظام السوري

جدد جيفري أمس، الثلاثاء 12 من أيار، خلال خلال ندوة في معهد “hudson” لمناقشة الجهود الأمريكية والدولية لمحاسبة النظام السوري، موقف بلاده الرافض لأي دعم دولي في سوريا طالما بقي بشار الأسد في السلطة.

وقال، “نحاول أن نؤكد لروسيا أنه طالما استمر الحلف مع الأسد، لن يجدوا الدعم الدولي لإعادة إعمار سوريا”.

وأضاف أن “روسيا ليست سعيدة مع الأسد، ولكن الروس لا يرون بديلًا له، وأن مصلحتهم هي الحفاظ على قواعدهم”.

وسبق أن قال جيفري، مطلع أيار الحالي، عن الانتخابات الرئاسية التي يمهد النظام السوري لإجرائها، بحسب الدستور الحالي، إن “الأسد إذا عقد الانتخابات الرئاسية خلال العام الحالي أو في العام المقبل، فلن يحظى بأي مصداقية دولية تُذكر، وسيقابل بالرفض التام من جانب المجتمع الدولي”.

وأشار جيفري إلى أنه من شأن المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لإجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، “وهو الطريق الوحيد إلى الأمام، وهذا ما تؤيده حكومة الولايات المتحدة الأمريكية”.

كما دافع المبعوث الأمريكي عن العقوبات الأمريكية على النظام السوري، وأكد أنها “مستمرة ما لم يقبل الأسد بالتسوية السياسية. وهذا هو السبب الحقيقي في الكم الهائل من الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها”.

وأكد أن العقوبات لا يتم فرضها أبدًا على المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، إنما تستهدف رموز النظام الحاكم وليس المواطن السوري العادي.

واعتبر أن العقوبات الاقتصادية “ستدفع النظام السوري في نهاية المطاف إلى قبول التسوية المتفاوَض بشأنها بين مختلف الأطراف المعنية، عوضًا عن الاستمرار في السعي وراء الانتصار العسكري الموهوم”.

أبرزها مغازلة موسكو

في أبرز تصريحاته حول سوريا مؤخرًا، استبعد جيفري خروج القوات الروسية من سوريا، وألمح إلى التقارب الأمني بين واشنطن وموسكو في سوريا.

وقال جيفري، إن “السياسة الأمريكية تتمحور حول مغادرة القوات الإيرانية الأراضي السورية كافة، جنبًا إلى جنب مع كل القوات العسكرية الأجنبية الأخرى التي دخلت البلاد عقب عام 2011، وهذا يشمل قواتنا، والقوات الإسرائيلية، والقوات التركية كذلك”.

وحول القوات الروسية، أوضح جيفري أنها “دخلت الأراضي السورية قبل عام 2011، وبالتالي، فإنهم مستثنون من ذلك”.

واعتبر الباحث في مركز “جسور للدراسات” عبد الوهاب عاصي، أن تصريح جيفري هذا يحمل تلميحًا إلى إمكانية عقد تفاهم أو اتفاق أمني بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. 

ولفت عاصي في حديث سابق لعنب بلدي، إلى أن هذا لا يعني أن واشنطن قد تخلت عن مقاربتها أو سياساتها في سوريا، موضحًا ذلك من خلال تأكيد جيفري على عدم رفع العقوبات الاقتصادية عن النظام السوري، بدعوى الاستجابة الإنسانية لمكافحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وهو مطلب مكرر لروسيا، وفق قوله.

ويعتقد الباحث عبد الوهاب عاصي أن واشنطن قد تتلمس الآن وجود دافع أو رغبة لدى موسكو بإعادة تقييم العلاقة مع النظام السوري ورئيسه، بشار الأسد، وبالتالي الذهاب نحو العملية السياسية وفق القرار الأممي 2254، في إشارة إلى ما وجهته وسائل إعلام روسية، خلال نيسان الماضي، إلى بشار الأسد وأفراد حكومته من انتقادات لاذعة، إضافة إلى اتهامهم بالفساد والسرقة. 

إدلب في نظر جيفري

تحدث جيفري عن الوضع في إدلب شمالي السوري، وسريان الاتفاق الروسي- التركي، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، في 2 من أيار الحالي، معتبرًا أن إدلب هي القلعة الأخيرة من قلاع المعارضة السورية، وهي صامدة في وجه النظام السوري.

وأضاف أن من الأهداف الاستراتيجية لأمريكا إبقاء النظام بعيدًا عن إدلب، إلى جانب محاربة الجماعات المتطرفة في المنطقة من قبل تركيا، “أجل، نريد ذلك فعلًا ونرى إشارات على ذلك أيضًا”.

وأشار جيفري إلى أن اتفاق إدلب الموقّع بين روسيا وتركيا في أيلول 2018، والاتفاق الجديد مطلع آذار الماضي، “ما زال قائمًا، وسيكون مستمرًا خلال الأشهر القليلة المقبلة على أقل تقدير”.

ورحّب بتعامل تركيا وضغوطها المستمرة على “هيئة تحرير الشام” في إدلب، مضيفًا، “الهيئة لا تشكل تهديدًا مباشرًا على القوات الروسية كما تزعم موسكو، وإنما تشكل تهديدًا لنا ولقوى المعارضة السورية المعتدلة في إدلب كونها (جماعة إرهابية)، ولا يوجد سبب أو عذر أو مبرر لعودة الهجوم على إدلب مرة أخرى”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة