“أهل الدراما” السورية يتذمرون من وضع صنعتهم
كما في كل عام، احتلت المسلسلات السورية مساحة واسعة من النقاش بين متابعيها وفنانيها، إلا أن المختلف في موسم رمضان الحالي ليس جودة الأعمال المقدمة وعددها وأداء الممثلين، وإنما ما وصفه متابعون وفنانون بـ”انحدار مستوى الدراما”.
فنانون ينتقدون
أول من انتقد المسلسلات لهذا العام هم أهل الدراما نفسها، عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتساءل الممثل بشار إسماعيل في لقاء ضمن برنامج “استديو التاسعة”، الذي تبثه قناة “العالم سوريا” الإيرانية، “ماذا قدمت الدراما السورية للمجتمعين السوري والعربي خلال العام الحالي والأعوام السابقة؟”.
وأضاف بشار، الغائب عن المسلسلات الدرامية لهذا العام، أن جميع المسلسلات متشابهة ومنذ فترة طويلة تمتد لعدة سنوات.
واتهم بشار إسماعيل، الذي عُرف من خلال مسلسلات “مرايا” و”كان ياما كان”، نقابة الفنانين السوريين بالتقصير، والقائمين على الدراما بـ”الشللية”، معتبرًا أن الدراما غائبة عن هموم الشارع.
https://www.youtube.com/watch?v=27o6MAofPXs
من جهته، قال المخرج زهير قنوع خلال مداخلته في البرنامج نفسه، إن الدراما وقعت تحت سيطرة رأس المال الخارجي، مطالبًا بقنوات فضائية محلية لتصريف الأعمال المنتجة، والطلب من رجال الأعمال السوريين بالاستثمار في هذا القطاع.
واعتبر زهير قنوع أن الدراما السورية غابت عنها مقومات الصناعة.
وسبق لزهير أن أطلق، في 3 من أيار الحالي، صفحة في “فيس بوك” حملت اسم “ورشة عمل الدراما السورية”، طلب خلالها من الممثلين والفنيين والكتّاب السوريين تقديم مقترحاتهم لتطوير الدراما وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
واعتبر زهير أنه لا بد من تغيير حقيقي في نقابة الفنانين التي وقفت على الحياد أمام التدهور الحاصل حاليًا، وإيجاد حلول للمشاكل الكبيرة المتعلقة بملف المحطات الخاصة وهيئة اتحاد المنتجين، وتنسيق التسويق، وصولًا إلى المهرجانات الإعلامية.
واستجاب عدد من الفنانين والكتّاب السوريين للمبادرة بالفعل، منهم الكاتب الدرامي مازن طه، الذي قال، في 10 من أيار الحالي، عبر الصفحة، إن الدراما السورية اختُطفت.
وأضاف مازن في المنشور أن الأبناء الشرعيين للدراما أصبحوا خارج المعادلة، بحسب رأيه، مطالبًا بتحرير الإعلام وإطلاق منصات لاستيعاب الإنتاج المحلي.
كما اقترح مازن “تشكيل مجلس أعلى للدراما” يتولى إعادة قوننة صناعة الدراما السورية.
من جهته، سخر المخرج ثائر موسى من مسلسل “حارس القدس”، الذي يعرض حاليًا ويحكي قصة المطران هيلاريون كابوتشي.
وتساءل ثائر، في 8 من أيار الحالي، “أبهذه السخافة تستغلون اسم كابوتشي نصًا وتمثيلًا وإخراجًا؟”.
وسبق ذلك منشور آخر اعتبر فيه أنه “لن تقوم للدراما التلفزيونية السورية قائمة لفترة طويلة”.
بينما تساءل الممثل باسم ياخور، الأسبوع الماضي، ضمن برنامج “نجمك من البيت”، الذي يُعرض عبر “يوتيوب”، “أين أيمن زيدان وياسر العظمة وغيرهما من الفنانين الكبار، لمَ لا أحد ينتج لهم؟”.
https://www.youtube.com/watch?v=ySfzz-Cq-VE
أزمة الدراما السورية
وتمر الدراما السورية بأزمة عميقة، تهدد وجودها بشكل مباشر كصناعة أسهمت في الاقتصاد السوري، بحسب مخرجين التقتهم عنب بلدي، وخاصة بعد الانهيار الاقتصادي في سوريا.
بالإضافة إلى هجرة العديد من صنّاع الدراما السورية إلى الخارج لأسباب مختلفة، سواء كانوا ممثلين أو كتّابًا أو فنيين أسهموا بشكل مباشر بنجاحها خلال الأعوام الماضية.
ولأول مرة منذ تدفق الأموال الخليجية للاستثمار في الدراما السورية في تسعينيات القرن العشرين، تُعرض عشرة مسلسلات سورية فقط ضمن السباق الرمضاني للموسم الحالي 2020، ويعكس هذا العدد الضئيل مقارنة بالأعوام السابقة بعض جوانب هذه الأزمة التي تمر بها صناعة الدراما السورية.
ويرى المخرج السوري فارس الذهبي، في حديث سابق لعنب بلدي، أن الأزمة الحالية هي أزمة تتعلق بما أسماه عناصر العمل الفني الثلاثة، أو “ثالوث الدراما”، المكون من العمل الفني والجمهور والمكان الفني.
والعناصر الثلاثة، بحسب فارس، مضطربة ومتخبطة ضمن “أزمة وجودية”، فالجمهور لا يعرف هل الأهم مشاهدة عمل تلفزيوني ليحصل على جرعة تخدير، أم الأفضل تفادي القذائف والبراميل، أم اللهاث وراء لقمة العيش.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :