رجل في الأخبار..
بنصف ذاكرة.. السومة يفتح الدفاتر القديمة
خرج لاعب كرة القدم السوري عمر السومة، المحترف في نادي الأهلي السعودي، بتصريحات جدلية فتح خلالها “دفاتر المنتخب السوري القديمة”.
السومة اعتبر في لقاء مع برنامج “انستا شو”، الذي يقدمه المخرج سيف الدين سبيعي، عبر قناة “سما” الفضائية السورية، أن اللاعبين هم السبب الأول لخروج المنتخب من الدور الأول من بطولة كأس أمم آسيا في الإمارات 2019.
وأرجع السومة، السبت 9 من أيار، أسباب الخروج للاعبين باعتبار أن بعضهم “كان همه الأول الحصول على متابعين عبر تطبيق إنستغرام”، و”استدراج عروض احترافية”، ولا أحد، برأي السومة، كان يلعب بروح الفريق.
السومة الذي انضم للمنتخب السوري في عام 2017، في أثناء تصفيات كأس العالم بعد سنوات من استبعاده لأسباب سياسية انقلب عليها لاحقًا، دافع عن موفق جمعة وفادي الدباس.
الدفاتر القديمة
خلافات لاعبي المنتخب السوري التي خرجت إلى الإعلام المحلي والعربي منذ شهر كانون الثاني الماضي ليست جديدة، ومن المفترض أن صفحتها طويت مع رحيل المسؤولين عن تلك الفترة، وهم اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام، وفادي الدباس رئيس اتحاد كرة القدم، والمدربين شتانغه الألماني وفجر إبراهيم، الذين تعاقبا على تدريب المنتخب في تلك الفترة.
هذه الخلافات استدعت تدخل الاتحاد السوري لحلها، واتصل باللاعبين فراس الخطيب وعمر السومة، لمناقشة الخلافات بين لاعبي المنتخب حول أحقية تولي شارة قائد المنتخب بين كل من أحمد الصالح وفراس الخطيب وعمر السومة.
وكان فراس الخطيب في هذه المرحلة الأكبر عمرًا والأقدم بين لاعبي المنتخب السوري، ومع غيابه تولى الصالح شارة القيادة.
وأضاف الاتحاد، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، في 2 من نيسان، أن الدباس اتصل مع الخطيب والسومة نتيجة لما “أشيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول وجود خلاف ما بين عدد من لاعبي المنتخب الأول وفي مقدمتهم اللاعبان.
ولم يخف السومة خلافاته مع الخطيب، واتهمه صراحة بالشماتة بلاعبي المنتخب قبل الاعتذار منه.
السومة بنصف ذاكرة
انطلق السومة من نادي الفتوة، وانتقل في عام 2011 إلى نادي القادسية الكويتي، ومنه إلى الأهلي السعودي حيث بزغ نجمه وبات أحد أخطر المهاجمين في القارة الآسيوية.
تضمن البرنامج أسئلةً تتعلق بذاكرة السومة، أسئلة اعتيادية حول منتخبات وأندية، لكنه فشل بتقديم إجابات صحيحة عنها، لكنه تذكر بشكل كبير الخلافات داخل المنتخب الذي خيب آمال السوريين مرارًا.
لم يتذكر السومة تاريخ “الخروج القاهر” للمنتخب من نهائيات آسيا 2019، لكنه تذكر في المقابل أن موفق جمعة وفادي الدباس “قاما بعمل جبار” للرياضة السورية بحسب تصريحه، وهو ما لم يعلق عليه سبيعي وتجاوز الأمر.
تصريحات السومة أثارت اتحاد كرة القدم، والذي خرج ببيان نادر اليوم، الأحد 10 من أيار، تنصل فيها مما قاله اللاعب عبر وسيلة إعلام حكومية.
وقال الاتحاد إن السومة لم يتواصل مع المكتب الإعلامي في الاتحاد قبل إطلاق تصريحاته، معتبرًا أنها تعبر عن وجهة نظره الشخصية فقط.
الاتحاد لم يثر بسبب هجوم السومة على زملائه فقط، إذ نفى اللاعب أي تواصل مع نبيل معلول، المدرب الحالي للمنتخب السوري.
وأشار الاتحاد في بيانه إلى أن تعليمات جديدة ستصدر قريبًا لتواصل جميع كوادر المنتخب مع الإعلام بعد معسكره في العاصمة دمشق.
السومة وفجر.. ذاكرة كاملة
كما يذكر السومة مدربه فجر ابراهيم، الذي اتفق متابعو المنتخب السوري على سوء إدارته وضعف مستوى الفريق بقيادته، ولكنه ينسى شتانغه والمعلول، نافيًا أي تواصل شخصي مع الأخير.
وتولى المعلول تدريب المنتخب السوري لكرة القدم، في شباط الماضي، بعد أسابيع من الإطراء المتبادل بينه وبين اتحاد كرة القدم.
لم يكن حظ المعلول جيدًا، إذ سرعان ما توقفت الأنشطة الرياضية في جميع أنحاء العالم على خلفية انتشار “جائحة كورونا”، وقال المعلول في تصريحات لبرنامج “الكابتن” الأسبوع الماضي، إنه تواصل مع فريقه الفني عدة مرات.
ولم يشفع تاريخ المعلول لدى السومة الذي يحب فجر إبراهيم كثيرًا، وتمنى استمراره رغم كل العثرات، معتبرًا أنه “مدرب كبير” ولا يفهم لما رحل، دون أن يدخل بمقارنات مباشرة بين المدربين.
في المقابل لم يهاجم السومة، المدرب الألماني الأسبق شتانغه مباشرةً، لكنه هاجم بشكل مبطن فادي الدباس على خياراته “الرخيصة” على الصعيد المادي، فكيف يدرب السومة من تجاوز عمره الـ60 عامًا وبكادر مكون من شخصين فقط؟َ
ذاكرة السومة التي لم تسعفه في تذكر بعض الإجابات، تسعفه بتذكر صوره التي نشرها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجمعته مع ابن رئيس النظام السوري، بشار الأسد (حافظ)، وبابن صهره باسل آصف شوكت في دمشق عام 2017.
بقي في ذاكرة قلب الهجوم السوري الذي حرز أكثر من 100 هدف في الدوري السعودي، والمصنف كأحد أقوى دوريات آسيا، تاريخ خروجه من دمشق إلى الكويت، وتجاهل تحيته للجماهير التي حملت علم الاستقلال (الذي يرمز للثورة السورية) في بطولة غرب آسيا آنذاك.
لكنه يذكر تاريخ افتتاح شركاته الرياضية وكل التسهيلات التي قدمت له منذ عودته إلى صفوف المنتخب، ويذكر مدينته دير الزور “بكثير من الشوق”، يذكر أيضًا توقيع رئيس النظام، بشار الأسد، الذي قصف المدينة عدة مرات، على قميصه.
“شو بدهم أحسن من هيك؟!”
تصريحات السومة أثارت الصفحات الرياضية السورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي انتقدت ما قاله اللاعب في لقائه.
السومة أجاب على سؤال “هل تعتقد أن السوريين راضون عن أداء المنتخب؟”، لم يتردد بالإجابة “متصدرين شو بدهم أكتر”.
وجاءت الردود بأنه لا يهم مستوى المنتخب ولا مستوى فرق المجموعة ولا حجم الفساد في كرة القدم السورية، المهم أن المنتخب فاز “بصعوبة” على فرق ذات تصنيف أضعف بكثير من المنتخب السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :