مضت عشرة أيام على انطلاق معركة الزبداني غرب العاصمة دمشق، وقد أرادها حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، محسومة قبل صباح الأمس، كي “يراهن” على النصر العريض ويثبت أن “الطريق إلى الأقصى يمر من الزبداني”، كما قال في يوم القدس.
لم تعد الزبداني تتصدر الأخبار والشريط العاجل على قناة المنار، التابعة لحزب الله، خلال اليومين الماضيين، على عكس الزخم الإعلامي الذي رافق انطلاقها، حيث لم تتغير السيطرة على تخوم الزبداني حتى الآن، إلا أن مئات البراميل والصواريخ جعلت منها مدينة أشباحٍ مدمرة.
وافتتح حزب الله معركة الزبداني بنحو 1000 مقاتل مدعومين بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وبمساندة بقوات الأسد وميليشيات الدفاع الوطني، إضافة إلى تغطية نارية جوية من الطيران الحربي والمروحي.
وبحاول الحزب وقوات الأسد اقتحام المدينة من المحاور الجنوبية والشرقية والغربية، لكنّ القوة المهاجمة لم تتمكن من ذلك حتى اللحظة، في ظل ارتفاع عدد القتلى والجرحى بين الطرفين، إذ تؤكد مصادر المعارضة أن مواجهات المدينة أسفرت عن نحو 50 قتيلًا من قوات الأسد بينهم ضباط.
ووثقت عنب بلدي بالاعتماد على مواقع لبنانية وموالية للحزب، مقتل 16 عنصرًا من حزب الله ابتداء من 3 تموز، بينهم قائدان ميدانيان من قوات النخبة (الرضوان)، واعتمد التوثيق على الاسم الثلاثي ومكان الولادة وتاريخ الوفاة وصورة للقتيل.
في حين أشارت مصادر ميدانية من المدينة إلى أن 20 عنصرًا من المعارضة لقوا حتفهم خلال المواجهات الأعنف التي تشهدها المدينة منذ مطلع الثورة.
وفي حال تمكن حزب الله ونظام الأسد من فرض سيطرتهما على المدينة، فإن القلمون الغربي سيكون بمعظمه خارج حسابات المعارضة ابتداءً من شماله وانتهاءً بالجنوب، بينما يؤمن الحزب الحدود السورية اللبنانية لصالحه وسط غياب الجيش اللبناني.