نفى “المجلس الوطني الكردي”، المنضوي في صفوف المعارضة السورية، أنباء عن طلب أمريكي بنقل مقراته إلى السعودية أو مصر، في إطار المباحثات التي ترعاها واشنطن لتوحيد صف الأحزاب الكردية في سوريا.
وقال المجلس، في بيان نشره عبر موقعه أمس، السبت 9 من أيار، إن هيئة رئاسته تنفي ما نقلته قناة “روداو” عن مصدر مطّلع أفاد أن مشروع التقارب الكردي الذي أعده السفير الأمريكي طالب “المجلس الوطني الكردي” بالانسحاب من “الائتلاف الوطني”، ونقل مقراته إلى السعودية أو مصر.
وأضافت الهيئة أنها تنفي كذلك ما نُسب إلى السفير الأمريكي جملة وتفصيلًا، وتؤكد أن ممثلي المجلس يشاركون في هذه الأيام باجتماعات الهيئة العامة “للائتلاف الوطني السوري المعارض”، الذي يتخذ من تركيا مقرًا له.
واعتبر البيان أن أي مسعى من أجل وحدة الموقف والصف الكردي، لن يكون موجهًا ضد أي طرف من أطراف المعارضة السورية، بل سيعزز دور الكرد ضمن صفوف المعارضة.
ويمتلك “المجلس الوطني الكردي” مكاتب سياسية تمثله في كل من تركيا وإقليم كردستان العراق.
وتسيطر على مناطق شمال شرقي سوريا “الإدارة الذاتية”، التي يشكل “حزب الاتحاد الديمقراطي” (المصنف إرهابيًا في تركيا) عمودًا أساسيًا فيها، وسبق أن شنت حملات اعتقال ضد رموز “المجلس الوطني الكردي” وأغلقت مقراته.
ويأتي بيان المجلس في حين كثفت أطراف دبلوماسية غربية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، جهودها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الكردية المتخاصمة.
صالح مسلم ينفي الاتفاق مع “الوطني الكردي”
وتزامن بيان “المجلس الوطني” مع نفي المتحدث باسم “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الكردي)، صالح مسلم، التوصل لأي اتفاق مع “المجلس الوطني الكردي”.
وقال مسلم، في مقابلة إذاعية مع موقع “أحوال”، إن لقاءات عُقدت مع “المجلس الوطني الكردي” من أجل مناقشة وحدة الصف الكردي، وتمت تسوية بعض المسائل بين الطرفين، غير أن المحادثات توقفت الآن.
ودعا مسلم خلال المقابلة إلى مشاركة بقية الأحزاب الكردية في المحادثات، قائلًا إن حزب “الاتحاد الديمقراطي” ليس وحده صاحب الشأن، ما دام الهدف وحدة الصف الكردي.
وبحسب موقع “المونيتور” الإخباري، عقد “المجلس الوطني الكردي” و”حزب الاتحاد الديمقراطي”، في أوائل نيسان الماضي، مباحثات في قاعدة عسكرية أمريكية على أطراف الحسكة، بحضور المستشار الأمريكي الخاص لقوات التحالف الدولي في سوريا، ويليام روباك، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي.
جهود غربية لجمع الفرقاء
وفي نيسان الماضي أيضًا، التقى مستشار الخارجية الأمريكية الخاص لقوات التحالف الدولي، وليام روباك، ومساعدته، إيميلي برانديت، مع طيف واسع من قادة الأحزاب السياسية الكردية في شمال شرقي سوريا، للاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم المختلفة حول توحيد القوى السياسية الكردية.
وجاء الاجتماع في إطار المبادرة التي أطلقها قائد “قسد”، مظلوم عبدي، لـ”توحيد الخطاب السياسي الكردي”، عقب العملية العسكرية “نبع السلام” التي شنتها تركيا على مناطق شمال شرقي سوريا، في 9 من تشرين الأول 2019.
وتضمنت المبادرة إزالة العوائق القانونية أمام “المجلس الوطني الكردي”، الذي يحظى بتوافق مع أنقرة، في مناطق سيطرة ”قسد”، من أجل فتح مكاتبه التنظيمية والحزبية، ومزاولة نشاطه السياسي والإعلامي والاجتماعي، دون الحاجة إلى أي موافقات أمنية مسبقة، وذلك في سبيل إزالة جميع العقبات أمام عملية إعادة بناء الثقة بين كل الفعاليات السياسية والإدارية.
وقبل أيام، التقى وفد فرنسي ممثلين عن أحزاب كردية في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تديرها “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، بحسب شبكة “روداو” الإخبارية.
وبحسب تقرير الشبكة، التقى بعض ممثلي فرنسا في التحالف الدولي قبل قرابة أسبوعين بقيادات من “المجلس الوطني الكردي” المعارض، وأبدوا دعمهم وتأييدهم للجهود الرامية إلى تحقيق التقارب والتفاهم بين الأطراف الكردية.
وسبق أن أطلقت فرنسا مبادرة عام 2019، لتوحيد الصف الكردي، والتقريب بين “المجلس الوطني الكردي” و”حزب الاتحاد الديمقراطي”، إلا أنها لم تفلح في الوصول إلى حل للنزاع.
وعقد السفير الفرنسي الخاص بالملف السوري، فرنسوا سينيمو، آنذاك، لقاءات مع ممثلين عن كرد سوريا في العاصمة الفرنسية باريس، خلال نيسان 2019، بهدف تقريب وجهات النظر وحل الخلافات العالقة بين الجانبين.
ونصت المبادرة حينها على ثلاث نقاط رئيسة، هي التزام جميع الأطراف الكردية بالقرارات الدولية ذات الصلة بحل الأزمة السورية، وتعزيز إجراءات بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، والمشاركة في العملية السياسية.
–