تعا تفرج
جمايس القرداحة لما تتقابل
خطيب بدلة
شمتنا نحن، وشمتت الأبلة ظاظا بالرفيق المناضل بشار الأسد، حينما شاءت الظروف والمقادير أن يوضع عِرضه على بَلّانة (كما يقول أهل معرتمصرين عن الشخص المفضوح) وتصبح سيرته على لسان الذي يسوى، والذي ما يسواش.
الحرامي رامي، الذي غنى له إبراهيم القاشوش في سنة 2011: “لسه كل فترة حرامي، شاليش وماهر ورامي”، لم يجد حرجًا في أن يجلس أمام الكاميرا متربعًا، مثلما يجلس البغدادي والجولاني وابن أبي خيثمة، ووراءه مدفأة حطب، ويكذب على السوريين وجهًا لوجه، لاويًا رقبته مثل المحكومين بالإعدام، مرقصًا صوته كالمطربين الزعران، ويقول، والدموع تترقرق في مقلتيه، إنه مظلوم، وما بعرف شو، ومضطهد، وإنه كان في طريقه لتوزيع كم مليار من الليرات السورية على الفقرا.. وهو يقصد بـ “الفقرا” عائلات الشبيحة الذين قُتلوا في أثناء قيامهم بالواجب المقدس المتضمن قتل “الفقراء” الذين طالبوا بالحرية، ومنعوه من إيصال هاتيك المليارات لمستحقيها، فيا ابن عمتي أنيسة، أترجاك، وأبوس يدك، إما امنعهم من الحيلولة بيني وبين الفقرا، أو خذ أنت المليارات، ووزعها بنفسك على الفقرا، إهي إهي.
ليس من عادة ابن حافظ الأسد الرد على مثل هذه الترهات، فالرد يجر الرد، مثلما يجر القمل الصئبان، فالقاعدة الأمنية تقول “إذا هددتَ رجلًا بالقتل، ستفوت عليه الانتحار بمخزنين من الرصاص!” ولكن رامي، آه من رامي، لم يزدجر، وأتبع إطلالته الأولى بأخرى شرح لنا فيها أن أعماله الخيرية الممتدة منذ 2011، كانت تتركز على إرسال مساعدات باليد اليمنى بشرط ألا تعلم بها اليسرى، للمساكين، الطفرانين، المقطوعين من شجرة، قادة الشعب والفروع الأمنية، ولكنهم، وهذا موضع يستحق البكاء بالفعل، تنكروا لرامي، إخس عليهم إخس، وتمدمدوا، وصاروا يعتقلون مديري المؤسسات (الخيرية) التي يمتلكها، ليقطعوا الطريق أمام أرباح كانت ستذهب إلى الفقرا، حتمًا.
تمثلت عمليات الشرشحة، ووضع العِرض على بَلّانة، في أن بعض مؤيدي رامي مخلوف استجابوا لبكائياته التي توحي بأنه على وشك أن يتعرض للتشليح، وهبوا للدفاع عنه، ليس بالترجي والاستعطاف، ولا بمقارعة الحجة بالحجة، وإنما بالنزول إلى سنسفيل عائلة الأسد، وكان في مقدمتهم الدكتور المهندس “سميع روبة” الذي تربطه صلة قرابة بعائلة مخلوف، وقال لبشار ما معناه، نحن نعرف تاريخك، وتاريخ أبيك ذي السلالة “الكلبية”، عندما جاء ليخطب سليلة العز والجاه المخلوفية “الخياطية”، فرفضه والدها، ولولا تدخل محبي الخير والمصلحين لما كانت تلك الزيجة.. ولم يترك آل مخلوف والدك بعدها وحيدًا، بل دعموه حتى أوصلوه إلى وزارة الدفاع، ثم ساعده “الفقرا” المحترمون في الوصول إلى رئاسة الجمهورية التي آلت إليك من بعده.
ورامي، يا سيد بشار، لم يكن الوحيد الذي جمع المليارات في فترة حكم صهرنا المرحوم، ويكفي أن تتذكر ما جمعه عماك رفعت وجميل، وابن عمك هلال، وأناس من بره مثل علي دوبا، وعمو عبد الحليم، وعبد الله الأحمر، والمشارقة، والشهابي، والزعبي، وميرو، جماعتك من بيت الأخرس، وإياد غزال..
لذلك وجب عليكم، يا سيد أبو حافظ، أن تفضوها سيرة، وتسكروا لنا على هالموضوع، والسلام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :