حذفت قناة “روسيا اليوم” حلقة من برنامج تلفزيوني تحدث خلالها ابن وزير الدفاع الأسبق ورجل الأعمال السوري، فراس طلاس، عن فساد محمد مخلوف، خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ووالد رجل الأعمال رامي مخلوف.
وقالت القناة أمس، الجمعة 8 من أيار، عبر موقعها على الإنترنت إنها “قررت حذف حلقة برنامج “قصارى القول”، بتاريخ 4 من أيار، وذلك لمخالفتها المعايير الرئيسية للمحطة ولورود معلومات لا تستند إلى حقائق مؤكدة”.
ولم تحدد القناة طبيعة المعلومات التي وصفتها بأنها لا تستند إلى حقائق، غير أن طلاس تحدث خلال الحلقة عن فساد محمد مخلوف شقيق زوجة الرئيس السابق، حافظ الأسد.
و”قصارى القول” برنامج سياسي حواري يقدمه الإعلامي سلام مسافر، ويعرض على قناة “روسيا اليوم ” كل اثنين وخميس من كل أسبوع في الساعة 20:00 بتوقيت موسكو.
واستضافت الحلقة التي أعلنت القناة حذفها فراس طلاس، تحت عنوان “سورية.. خريف البطريرك”، في إشارة إلى رواية الأديب الكولومبي، غابريل ماركيز، والتي تسخر من التسلط والفساد في الطبقات الحاكمة.
وتحدث طلاس خلال المقابلة عن تراكم الثروة في يد عائلة الأسد ودور خال الأسد في إدارة مشاريع وأموال، ولاسيما بعد حرب تشرين عام 1973، وتدفق الأموال الخليجية على الخزينة السورية تحت شعار دعم الصمود.
واتهم طلاس خلال المقابلة محمد مخلوف بالاستعانة بخبراء من لبنان وبريطانيا، لتأسيس إمبراطورية مالية استندت إلى مبيعات النفط.
ويرى طلاس في أزمة رامي مخلوف مع حكومة النظام مؤشرًا على صراع لتقاسم الثروة بين أسرة بشار الأسد وعقيلته أسماء، وبين أسرة مخلوف التي ينبغي عليها التنازل عن جزء من ثروتها لصالح أسرة الأسد.
ولم ينشر فراس طلاس أي رد على حذف قناة “روسيا اليوم” للحلقة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وأثار عرض هذه المقابلة انتقادات الموالين للنظام السوري، واتهموا قناة “روسيا اليوم” بأنها معادية لسوريا “شعبًا وجيشًا وأسدًا” على حد تعبير سفير سوريا السابق في الأردن بهجت سليمان.
وبحسب موقع “اقتصاد”، انتقل محمد مخلوف بأمواله في العام 2012 للعيش في روسيا، ولم يعد منذ ذلك التاريخ إلى سوريا
وسبق أن ظهر فراس طلاس في ذات البرنامج مرتين خلال العام الماضي.
ومؤخرًا، ظهر رامي مخلوف ابن محمد مخلوف في تسجيلين مصورين كشف خلاهما عن خلافات بين شركاته وبين حكومة النظام، التي تطالبه بتسديد ضرائب وغرامات بمبلغ يتجاوز 233 مليار ليرة.
وخلال التسجيل الأول استجدى مخلوف الأسد التدخل لحل ذلك الخلاف، فيما حملت لهجة مخلوف في التسجيل الثاني نوعًا من التهديد، عندما أشار بالقول إلى أن الأمور بينه وبين السلطة انقلبت، مؤكدًا أن ما يُطلب منه يصعب تحقيقه.
ويُعتبر مخلوف من أبرز الشخصيات الاقتصادية في سوريا، ويمتلك بالإضافة إلى شركة “سيرتيل”، جمعية “البستان”، وإذاعات موالية للنظام السوري، كما يملك صحيفة “الوطن” الخاصة، ويدير شركات للسيارات، إضافة إلى نشاطات اقتصادية تتمثل في قطاعات مختلفة مثل الصرافة والغاز والتجارة والعقارات.
ووفقا لصحيفة “تايمز” البريطانية، سيطر رامي مخلوف على نحو 60% من الاقتصاد السوري قبل اندلاع الثورة عام 2011.