دخلت محطة زيزون الحرارية في سهل الغاب بريف حماه الغربي الإنتاج الفعلي عام 1998، بعد قرار الحكومة السورية بإنشائها عام 1995، برئاسة رئيس الوزراء الأسبق، محمود الزعبي.
وكان لإنشائها دور مهم في رفع توتر شبكة الكهرباء في محافظتي اللاذقية وإدلب إلى قيم إنتاج مقبولة، بعد الهدر الذي كانت تعانيه الشبكة في هاتين المحافظتين، بسبب طول شبكات التغذية والطبيعة الجغرافية الجبلية لهما، مع وجود تجمعات سكنية كثيرة مبعثرة وتضم عددًا قليلًا من السكان.
كانت المحطة تضخ طاقتها الكهربائية المولدة إلى الشبكة العامة لكهرباء سوريا، ولكنها وبشكل أساسي كان لها دور مهم جدًا برفع توتر الشبكة في محافظتي إدلب واللاذقية، حيث لا توجد أي محطة توليد للطاقة الكهربائية، بحسب ما تحدث به عضو مجلس إدارة الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في زيزون ومدير التخطيط والتدريب السابق، المهندس جمال الصطوف، لعنب بلدي.
تكلفة 500 مليون يورو.. واستطاعة فعلية 500 مليون واط
وأضاف الصطوف، الذي عمل في الشركة لأكثر من 15 عامًا، أن تكلفة محطة توليد زيزون بدارة مركبة غازية- بخارية تجاوزت 500 مليون يورو.
وأُنشئت على مرحلتين، الأولى المرحلة الغازية، وهي عبارة عن ثلاث مجموعات، الاستطاعة الاسمية لكل مجموعة 135 ميغاواط، والاستطاعة الفعلية لكل مجموعة 125 ميغاواط، والاستطاعة المتاحة (100– 110) ميغاواط، وكانت بتكلفة تقريبية حوالي 250 مليون يورو.
وتعاقدت الحكومة السورية مع شركة “فيات أفيو” الإيطالية على إنشائها وتركيبها.
والمرحلة الثانية، بناء مجموعة بخارية مربوطة إلى المجموعات الغازية عبر ثلاث مراجل بخارية، مرجل لكل مجموعة غازية.
توصل المراجل إلى عنفة بخارية واحدة استطاعتها الاسمية 175 ميغاواط، واستطاعتها الفعلية 150 ميغاواط، واستطاعتها المتاحة تبعًا لعمل المجموعات الغازية وعمل المراجل البخارية، لا تقل عن 125 ميغا واط، في حال عملت المجموعات الثلاث بطاقتها المتاحة والمراجل الثلاثة أيضًا بطاقتها المتاحة.
وكانت تكلفة المرحلة الثانية ما يقارب 300 مليون يورو.
ونُفذت المرحلة الثانية عبر عقد مع شركتي “سيمنس” و”كوخ” الألمانيتين.
وعليه تكون التكلفة التقريبية لإنشاء المحطة كاملة بالدارة المركبة ما يزيد على 550 مليون يورو، باستطاعة فعلية إجمالية تزيد على 500 مليون واط.
هل يمكن إعادة تشغيل المحطة
“إن إعادة التأهيل ممكنة من قبل اختصاصيين وكادر عمل خاضع لدورات عمل بالتعاون مع شركات عالمية، لكن دون تدخل من النظام أو اللصوص الذين نهبوا المحطة”، بحسب المهندس جمال الصطوف.
حجم الضرر بمحطة كهرباء زيزون اليوم عام وشامل بكل أقسامها وملحقاتها وتوابعها، إلا أن الأرضية اللازمة موجودة، والبنى التحتية موجودة وإن كانت مخربة، والأبنية موجودة وإن كانت منهوبة، حسب المهندس جمال الصطوف.
ويمكن إعادة تشغيلها بعد تأهيلها عبر تشكيل لجنة لدراسة ومعاينة الاحتياجات واللوازم، وحساب التكاليف التقريبية والتقديرية، وتأمين السيولة اللازمة، والتواصل مع شركات اختصاصية لتوريد المعدات اللازمة.
بداية الانهيار
مع تقدم قوات المعارضة على حساب النظام عام 2015 وسيطرتها على المنطقة، كان في المحطة بعض الأعطال القاسية نوعًا ما، بسبب القصف والمعارك.
لكن الكادر الفني ومهندسي المحطة كانوا قادرين على إعادة تشغيلها لو توفر الأمن والسلامة لهم ولعملهم مع تأمين القطع التبديلية اللازمة.
تعرضت المحطة للتدمير وخرجت عن العمل منذ حزيران 2015، بعد تمكن “جيش الفتح” من السيطرة عليها إثر معارك ضد قوات النظام السوري استمرت لأسابيع، وبعد ذلك، أغار طيران النظام الحربي على المحطة بشكل مكثف لتصبح مدمرة بنسبة 90%، ليبدأ فصل جديد من التدمير وتنتقل الفصائل لبيعها خردة.
ووفقًا لمصادر عنب بلدي، فإن المحطة خضعت منذ ذلك الوقت لسيطرة “الحزب الإسلامي التركستاني”، وهو فصيل جهادي، ينتشر في سهل الغاب وريف إدلب الغربي.
وأشارت المصادر إلى أن قيادة الفصيل بدأت نهاية عام 2015، بتفكيك آلات المحطة وأبراجها المعدنية، لتباع في أسواق الشمال السوري، لا سيما في بلدة سرمدا الحدودية مع تركيا.
وأخيرًا، أظهر تسجيل مصوّر، نُشر في 6 من أيار الحالي، سقوط آخر العنفات في المحطة، بسبب عمليات النهب وتفكيك القطع الأساسية لبيعها.
–