حوار: أسامة آغي
تطرح تعقيدات مشهد الصراع السوري وتشابك الأجندات الخارجية في مجرياته، أسئلة عن اتجاهاته وإمكانية أن يأخذ أشكالًا جديدة.
في محاولة من عنب بلدي للإضاءة على هذا المشهد في الحالة الراهنة، أجرت حوارًا مع الدكتور عثمان الصالح، مدير مركز “الدراسات الاستراتيجية التركمانية”.
تغيير تم الاتفاق عليه
انتشرت خلال نيسان الماضي مقالات وتقارير روسية اتهمت رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بالفساد وعدم الاهتمام بالمواطنين في مناطق نفوذه، وهو ما رده الدكتور عثمان الصالح، المُحاضر السابق في جامعة “تشرين”، إلى أن روسيا تريد إظهار حسن نية للجانبين التركي والأمريكي، وتهيئة الوضع الداخلي لدى موالي الأسد للتغيير، مشيرًا إلى أن روسيا “لا تحتاج إلى ذرائع ومقدمات” في حال أرادت إسقاط الأسد.
وباعتقاد الصالح فإن تغيير الأسد أمر “تم الاتفاق عليه”، وهو “مسألة وقت لا أكثر”، إلا أن جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) أطالت بقاءه، إذ إن رحيله عن الحكم يحتاج لأشهر لا أكثر.
روسيا قبضت الثمن
بعد تقدم سريع لقوات النظام وروسيا في ريف إدلب الجنوبي منذ كانون الأول 2019، توقفت الحملة العسكرية بداية آذار الماضي إثر صدام عسكري بين قوات النظام السوري والقوات التركية في شباط الماضي، يرجح الدكتور عثمان الصالح، حدوث “معركة فاصلة” في إدلب، عند استمرار القتال.
ويرى الصالح أن الوضع في إدلب قد يذهب إلى ضربة محدودة، وباعتقاده، فإن الحشود الباقية، واستمرار وصول الأرتال التركية إلى إدلب، يحمل رسالة سياسية، فإذا لم يتم الأخذ بها، فالأتراك وفصائل “الجيش الوطني” جاهزون لمعركة عسكرية.
وكان الاتفاق الثلاثي الأخير، بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة في نيسان الماضي، قد استبعد إيران، التي أعطى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، “إدارته كلها لها”، حسب رأي الصالح، الذي أضاف أنه في حال كانت هنالك معركة فستكون مع إيران والنظام.
روسيا من جانبها “لن تتدخل” في هذه المعركة، لأنها قبضت الثمن، وتمّ الإقرار بما حققته من سيطرتها على ميناء اللاذقية وطرطوس والفوسفات، وبعض المطارات، فهي أخذت حصتها من الكعكة، حسبما قال الصالح.
الفصائلية “مرض خطير”
أدى وقوع الحراك الشعبي ضد النظام السوري في الفصائلية إلى إصابتها بـ”مرض خطير” حسب وصف الدكتور عثمان الصالح، الحامل لشهادة الدكتوراه في علم السلوك.
فكل فصيل يتبع لقائده ومنطقته وتشكيله، و”نحن نتمنى أن يكون هناك اندماج حقيقي بين كل الفصائل تحت مسمى جيش وطني”، إلا أن تلك الأمنية “بعيدة المنال” في الوقت الحالي، لكنها ستتم في مرحلة الحل السياسي النهائي، “حين يندمج جيش النظام مع الجيش الوطني بكل فصائله”.
التركمان لا يسعون إلى الانفصال
يضم “مركز الدراسات التركمانية”، الذي يشغل الدكتور عثمان الصالح منصب مديره، باحثين من المكون التركماني السوري، ولكن قضاياه البحثية لا تقتصر على التركمان، ولكن تشمل عموم سوريا.
يبلغ عدد التركمان حول العالم قرابة 350 مليون نسمة، وهم ينطقون باللغة التركية، ويتابع المركز شؤونهم وقضاياهم عبر أبحاثة ودراساته، حسبما قال الصالح، وتحديدًا في مجالات السياسة والاقتصاد، مع اهتمام المركز بكل مكونات الشعب السوري من عرب وكرد وأقليات، وكل من يعيش على الأرض السورية.
وأضاف الصالح أن عمل المركز “لا يتناقض مع مبادئ الثورة السورية، فنحن ننظر إلى سوريا موحدة، ونقول لا للانفصال، ولا لتفكيك النسيج السوري”.
–