وجه زهران علوش، قائد جيش الإسلام أبرز فصائل المعارضة في محيط دمشق، رسائل عبر تسجيلٍ مصورٍ جمعه مع قيادات في الجيش، ونشر في وقتٍ متأخر مساء الأربعاء 8 تموز الجاري.
وفي رسالةٍ إلى نظام الأسد قال علوش “أيامك باتت معدودة إن شاء الله، نحن ما ازددنا إلا قوة وثباتًا، وهاهم جنودك يفرون كالجرذان أمام ضربات المجاهدين في كل أنحاء سوريا وستكون نهايتك وشيكة”.
وطلب من إيران التي تمارس “مكرًا منذ 1500 عام”، إرسال قواتها وجنودها وأبنائها “فليس لهم في بلادنا إلا الذبح؛ سنتأصلهم ويعودون إليكم قطعًا”.
ووصف علوش تنظيم “الدولة الإسلامية” بـ “الخوارج المارقين، بؤرة الكذب والنفاق، دولة البعث الخارجية التي أثخنت في الأمة الإسلامية الجراح”، مردفًا “عمالتكم لا تخفى علينا، تزاودن على الناس جميعًا ودبابات النظام تعمل بنفطكم”، مشيرًا إلى فشل التنظيم بعد استئصال جيوبه في الغوطة الشرقية والقلمون.
وتزامنًا مع معارك حلب ودرعا، وجه كلمةً إلى فصائل “الثورة” شمالًا بالقول “اثبتوا ووحدوا كلمتكم ووحدوا صفكم ضد هؤلاء المارقين، وضد الرافضة وأتباع النظام”، متابعًا “وإلى كل فصائل المجاهدين في حوران سواء كانت تسمى جيشًا حرًا أو فصائل إسلامية، لا تعنينا أسماء الفصائل، وحدوا صفكم وكلمتكم وانبذوا عنكم التنبيهات الخارجية التي تلقى إليكم”.
وأشار علوش إلى تعاون محتمل مع فصائل حوران لفتح دمشق “ميلوا على النظام والخوارج وخلصوا البلاد والعباد منهم وأقبلوا إلى دمشق فنحن بانتظاركم وسنتعاون معكم وندخل العاصمة فاتحين إن شاء الله”.
مظاهرات الغوطة الشرقية التي طالبت بتكرار تجربة “جيش الفتح” في الغوطة، كان لها نصيبٌ من خطاب علوش “جيش الفتح في إدلب هو غرفة عمليات وكل فصائل الغوطة متفقة في غرفة عمليات واحدة ضمن القيادة الموحدة باستثناء فصيل واحد، فإذا كانت المسألة تغيير اسم غرفة العمليات نغير الاسم لا مانع”.
ودعا الفصيل الذي يطالب بإنشاء جيش الفتح بالدخول إلى الغرفة بعد تسميتها “غرفة جيش الفتح”، مؤكدًا على استئناف مشروع القيادة الموحدة ومادحًا مؤسسة القضاء الموحد التي “قلّ أن تجد نظيرًا لها في سوريا”.
واعتبر القيادة الموحدة “مشروعًا شمل كل فصائل الغوطة الشرقية باستثناء فصيل واحد، وهذا الفصيل عريق في شق الصف، فقد شق الصف في حلب وإدلب وحوران والقلمون الغربي وهو يشق الصف في الغوطة اليوم، فنقول له: اتق الله، وإياك وشق الصف، وإياك والمكر والخديعة”.
وأصدر زهران علوش عفوًا عامًا يتعلق بالمعتقلين، على أن يتابع مع القضاء الموحد خطوات تنفيذ العفو، لكنّه لم يشمل المنتسبين للنظام كجيش الوفاء، ”الفصائل الرافضية” كأسد الله الغالب وفيلق العباس، والمنتمين إلى تنظيم “الدولة”، وفق تعبيره “نقول لأهليكم لن نسمح لأبنائكم أن يقدموكم ويقدموا أعناقكم طعمةً لسكاكين البغدادي”.
“الأكراد إخوة للعرب في أفراحهم وأتراحهم وحروبهم ضد الباطل والظلم، بل قاد جيوش المسلمين في عديدٍ من الحروب قادة أكراد”، أضاف علوش “العرب والأكراد شعبان جمعهما الإسلام وفرقهما الكفر، حين أتت الدعوات الخبيثة نادى العرب بقومية عربية ونادى الأكراد بقومية كردية فتفرقت الأمة”.
وعزا الخلاف إلى “تصدر البعثيين قضية القومية العربية الذين أفسدوا البلاد والعباد، وبالنسبة للأكراد تصدر شق صفهم عن العرب ودفعهم ليحفروا طريقهم عن الإسلام حزب العمال الكردستاني(PKK)، الذي يتخذ فلسفة الشيوعية مذهبًا له”، مطالبًا الأكراد بالحذر من مشاريع الـ PKK والدول القذرة التي تعرض تهجير العرب والمسلمين.
وخرج زهران علوش من الغوطة الشرقية في نيسان الماضي متجهًا نحو تركيا، وكان أول ظهور له مع شخصيات وفعاليات مدنية سورية في مدينة اسطنبول يوم 17 نيسان، كما التقى خلال هذه الفترة قيادات في المعارضة المسلحة أبرزهم أبو جابر الشيخ، قائد حركة أحرار الشام، بينما تداول ناشطون أنباء عن لقاءات جمعته مع مسؤولين في الحكومة التركية.
لكنّ جيش الإسلام قال، الأربعاء 1 تموز، إن قائده عاد إلى الغوطة، مشيرًا إلى الكلمة التي نشرت اليوم، متحفظًا على طريقة خروجه أو عودته إلى المنطقة المحاصرة منذ أكثر من عامين، الأمر الذي يعتبره ناشطون تحديًا لنظام الأسد، بينما يوجه آخرون انتقاداتٍ للتشكيل الذي يتاخم دمشق ولا يتحرك عسكريًا تجاهها.
لمشاهدة الكلمة: