استخدم تنظيم “الدولة الإسلامية” حفرة في شمال شرقي سوريا، كموقع للتخلص من جثث الأشخاص الذين اختطفهم أو احتجزهم عام 2014، أي حين عزّز التنظيم سيطرته على مدينة الرقة.
ووفق تقرير أصدرته منظمة “هيومن رايتش ووتش” اليوم، الاثنين 4 من أيار، فإن التنظيم خطف وأخفى وعذّب وأعدم عشرات الناشطين والصحفيين السوريين والمقاتلين المعارضين له، بالإضافة إلى صحفيين دوليين وعاملين في منظمات إنسانية.
ولم تتلقَّ العديد من عائلات هؤلاء الضحايا أي معلومات عن مصيرهم، بحسب ما نشرته المنظمة.
ISIS used a gorge in northeast Syria as a dumping ground for the bodies of people it had abducted.
New Human Rights Watch investigation and drone flight into the gorge… https://t.co/CEsscyUrQR pic.twitter.com/BAquOFB93v
— Human Rights Watch (@hrw) May 4, 2020
تضمّن تقرير “هيومن رايتس ووتش” بشأن “الهوتة” مقابلات مع سكان محليين، ومراجعة لمقاطع فيديو سجّلها عناصر التنظيم، وتحليلًا لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية، وتوجيه طائرة من دون طيار إلى الحفرة التي يبلغ عمقها 50 مترًا.
وقال سكان محليون في المدينة، إن “حفرة الهوتة كانت توفر ملاذًا رائعًا من السهول الجافة شمال الرقة”، لكن وبعد سيطرة “تنظيم الدولة” بدأ سكان الرقة يشتبهون برمي بعض الجثث في حفرة “الهوتة”، ولم يتأكد أحد من تلك المعلومة حينها لخوفهم الاقتراب من الموقع.
وكشف استطلاع “الهوتة” التي قامت به المنظمة بواسطة طائرة من دون طيار من طراز “باروت أنافي” (ANAFI) عن ست جثث تطفو على سطح المياه في أسفل الحفرة.
وبناء على حالة تحلّل الجثث، يرجح التقرير أنها أُلقيت هناك بعد وقت طويل من مغادرة تنظيم “الدولة” المنطقة، ولا تزال هوية هؤلاء الضحايا وأسباب وفاتهم مجهولة.
وتشير الخرائط الجيولوجية والنموذج الطبوغرافي الثلاثي الأبعاد للحفرة، الذي أُعد بحسب صور الطائرات من دون طيار، إلى أن “الهوتة” أعمق مما كانت الطائرة قادرة على رؤيته، لذلك من المرجح وجود المزيد من الرفات البشرية تحت سطح المياه.
“إذا لم تتعاون.. سنأخذك إلى الهوتة”
في كانون الثاني 2014، اعتقل تنظيم “الدولة” ناشطًا محليًا يدعى “منير”، بحسب المنظمة، لأنهم اشتبهوا بأنه يدير صفحة ناقدة عبر “فيس بوك”، وهدده أحد المحققين بأن مصيره سيكون في “الهوتة”، “إذا لم تتعاون، سنأخذك إلى الهوتة”.
وسيطر التنظيم على المنطقة المحيطة بحفرة “الهوتة” (85 كيلومترًا شمال مدينة الرقة) من عام 2013 إلى 2015.
ووثّق تقرير أصدرته “هيومن رايتس ووتش”، في شباط الماضي، أن تنظيم “الدولة” اختطف واحتجز آلاف الأشخاص في أثناء سيطرته في سوريا، وأعدم العديد منهم.
ويسيطر حاليًا “الجيش الوطني السوري” على المنطقة المحيطة بحفرة “الهوتة”، بينما لا تزال “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تسيطر على مدينة الرقة.
“عليهم التأكد من خلو الهوتة من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة حتى يتمكن خبراء الطب الشرعي من النزول إلى الحفرة، وتحديد مكان الجثث ونقلها”، بحسب توصيات المنظمة.
“أيًا كانت السلطات التي تسيطر على منطقة الهوتة، فهي مُلزمة بحماية الموقع والمحافظة عليه” بحسب ما قالته الباحثة السورية في المنظمة سارة كيالي، وأضافت “عليها تسهيل جمع الأدلة لمحاسبة أعضاء داعش على جرائمهم المروعة، وكذلك محاسبة أولئك الذين ألقوا الجثث في الهوتة قبل حكم داعش أو بعده”.
وتطرح المنظمة في تقريرها أسئلة كثيرة لا تزال دون إجابة، مع يقينها بوجود جثث أخرى في “الهوتة”، مطالبة بإجراء تحقيقات موسعة حول القضية.
–