الجودو.. رحلة فن الطريق الليّن من اليابان إلى العالم
“ما تعلمه جيل واحد يمكن أن ينتقل إلى مئة”، مقولة عمل بها صاحبها مؤسس رياضة الجودو، الياباني جغورو كانو، واستطاع نقل الفن الذي كان حكرًا على رجال السلطة والأمراء إلى أنحاء العالم كافة.
ووصل اليوم عدد الدول المسجلة ضمن الاتحاد الدولي للعبة إلى 204 دول، موزعة على خمسة اتحادات قارية (إفريقيا، آسيا، أوروبا، أوقيانوسيا، أمريكا)، بعد تنظيم أول بطولة عالمية، في 3 من أيار عام 1956، في العاصمة اليابانية طوكيو.
أجرى كانو المقب بـ”والد الجودو” عام 1882 دراسة شاملة لأشكال الدفاع عن النفس القديمة في اليابان، ودمج أفضلها في رياضة تعرف باسم “Kodokan Judo”.
كما اعتمدت لعبة الجودو بشكل أساسي في نشأتها على فن “jujutsu” الياباني القديم.
تعتمد الجودو على مبدأين أساسيين: “jita-kyoei” أي التعاون والتفاهم المتبادل، و”sei-ryoku-zenyo” أي الاستثمار الاقتصادي للعقل والبدن.
وتعني كلمة الجودو في اليابانية الطريق الليّن أو الطريق السهل، أو كما يسميه البعض فن المرونة، وهو الاستفادة من قوة الخصم وتطويعها لهزيمته.
وتُصنّف اللعبة على أنها أحد فنون الدفاع عن النفس.
https://youtu.be/YZ4LyB2aFRI
يسعى لاعب الجودو إلى السيطرة على الخصم، عبر فن المسك (الكوميكاتا)، والاستفادة من قوته وتطويعها ضده، وشل حركته التي تكون في أوقات كثيرة أفضل من إيذائه، وهو ما مثّل فكر كانو الذي كان يتعرض للتخويف من قبل زملائه في صغره، وسعى إلى تقوية جسده وتعلم كيفية الدفاع عن نفسه.
لذلك درس الـ”jujutsu”، لكن سرعان ما أدرك أن المعركة ضد الخصم لا تنفعها الوسائل الروحية والعلمية، بل يجب أن يركز على هيئة قوية، وبالتالي ابتكار أسلوب للدفاع عن النفس.
وحذف كانو من فن “jujutsu” العديد من التقنيات الخطيرة، وجعلها أكثر ملاءمة للممارسة الرياضية.
عمل كانو مع تلامذته على نشر اللعبة عالميًا من خلال تنقلهم بين مختلف دول العالم. وفي عام 1948 أُسس الاتحاد الأوروبي للجودو، وفي عام 1951 أُسس الاتحاد الدولي للعبة.
ومنذ أولمبياد برشلونة عام 1992، صارت منافسات الرجال جزءًا من البرنامج الأولمبي.
متى ينتهي النزال
تنتهي مباراة الجودو في إحدى الحالات التالية: تثبيت الخصم مدة 25 ثانية متواصلة، أو طرحه أرضًا وأخذ النقطة الكاملة، أو استسلام اللاعب، أو انتهاء مدة المباراة وفي رصيد أحد اللاعبين كم نقاط أكثر، أو طرد أحد اللاعبين، أو دخول الطبيب ثلاث مرات لمعالجة نفس اللاعب.
مدة المباراة خمس دقائق لمباريات الرجال، وأربع دقائق لمباريات النساء.
دخول المرأة ضمن تدريبات اللعبة
افتتح كانو عام 1923 قسمًا نسائيًا، وركز على الدراسة الفنية وعلى “الكاتا”، لكنه لم يسمح بدخولهن في المنافسات، لأنه اعتبرها خطرة على صحة الأمهات في المستقبل.
لكن مدربة الفنون القتالية كيكو فوكودا (يابانية- أمريكية)، كرست حياتها لنشر الجودو النسائي في جميع أنحاء العالم، لتنطلق أول بطولة عالم للعبة الجودو النسائية عام 1980 في ولاية نيويورك الأمريكية.
سوريا ضمن تصنيفات متأخرة
تُصنّف سوريا من الدول المتأخرة عالميًا في اللعبة، كما أن العديد من نجومها ومدربيها الذين كان يعوَّل عليهم الدخول إلى المنافسات الدولية والأولمبية لجؤوا إلى الخارج.
وحسب تصنيف الاتحاد الدولي للجودو، يحتل اللاعب السوري محمد عكاش المركز 102 عالميًا بوزن 60 كيلوغرامًا، واللاعبة حسنا سعيد المركز 234 عالميًا بوزن 63 كيلوغرامًا، واللاعب غسان محمد حيبا المركز 265 عالميًا بوزن 100 كيلوغرام.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :