“كورونا” وجفاف المياه يتسببان بتراجع السياحة في درعا

  • 2020/05/03
  • 12:38 ص

شلالات تل شهاب في ريف درعا - 12 من نيسان 2020 (عنب بلدي)

عنب بلدي – درعا

تشهد السياحة الداخلية في محافظة درعا تراجعًا ملحوظًا قياسًا بالعام الماضي، ويعود ذلك بشكل رئيس إلى جفاف المياه الناتج عن الآبار العشوائية واستجرار المياه، إضافة إلى الإجراءات المتخذة للحد من تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

في مثل هذه الأيام الربيعية، اعتاد الأهالي في درعا قضاء عطلهم في رحلات إلى المنحدرات والشلالات والبحيرات في ريف درعا، لكن خلال العام الحالي تراجع عدد الذين يزورون هذه المناطق بشكل ملحوظ.

وتكثر الينابيع والبحيرات السطحية في المنطقة الغربية من المحافظة، وتعتبر مقصدًا سياحيًا لسكان المحافظة والمحافظات المجاورة، حيث يقضي الزوار أوقاتهم تحت أشجار الكينا بالإضافة إلى السباحة وركوب الزوارق.

ومن أهم المناطق السياحية، المزيريب وشلالات تل شهاب وبحيرة وشلالات زيزون وينابيع العجمي والأشعري.

الآبار العشوائية

تنحسر المياه بشكل تدريجي وصولًا إلى الجفاف الكامل في كل من بحيرة المزيريب وزيزون وشلالات تل شهاب. ويكون الجفاف موسميًا في فصل الصيف فقط، بينما تعود الينابيع والبحيرات لوضعها الطبيعي خلال فصل الشتاء.

ووصل منسوب المياه في بحيرة المزيريب إلى حوالي 80% من وضعها الطبيعي، مع بداية العام الحالي، بسبب الهطولات المطرية الغزيرة.

إلا أن ذلك لن يمنع البحيرة وجميع ينابيع المحافظة من الجفاف صيفًا، بسبب وجود الآبار المخالفة، والاستنزاف الجائر للمياه الجوفية، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة “البعث” عن مدير الموارد المائية بدرعا، المهندس محمد منير العودة.

كما يتسبب استجرار المياه من مصدر تلك الينابيع، عبر مضخات “ديزل” ينصبها المزارعون لري محاصيلهم، بتلويث مياه الشرب وضجيج يزعج الزائرين.

وفي حديث لعنب بلدي، قال مهندس زراعي، تحفظ على ذكر اسمه، إن بحيرات المزيريب وزيزون وشلالات تل شهاب جفت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين.

وأرجع المهندس أسباب الجفاف إلى حفر الآبار العشوائي والمكثف، الأمر الذي أثّر على مجاري تلك الينابيع وجفافها في ذروة سقاية المحاصيل، قبل عودتها شتاء مع الأمطار.

وعلى الرغم من بسط النظام السوري سيطرته على المنطقة، في تموز 2018، ما زالت عمليات الحفر مستمرة ليصل عدد الآبار العشوائية في المحافظة إلى ثلاثة آلاف بئر في العام الماضي، وفقًا لصحيفة “البعث”.

ومن المتوقع أن تكون أعداد الآبار قد ازدادت خلال العام الحالي مع استمرار عمليات الحفر، ويقدّر المهندس الزراعي أنها ارتفعت إلى أكثر من أربعة آلاف بئر، مدمرة المخزون المائي للمياه الجوفية، ومؤثرة سلبًا على حوامل التغذية، بحسب تعبيره.

“كورونا” يزيد الأمر سوءًا

ارتفعت نسب المياه المخزنة في سدود محافظة درعا، البالغ عددها 16، خلال العام الحالي إلى نحو 50%، مستفيدة من الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها المحافظة.

ورغم ارتفاع منسوب المياه في عدد من المناطق، لم تنشط الحركة السياحية في درعا بالشكل المأمول خلال الربيع.

ويعود ذلك إلى فرض حظر التجول في درعا خلال أيام العطلة الأسبوعية (يومي الجمعة والسبت)، إضافة إلى تقييد حركة التنقل بين الريف والمدينة، وبين المحافظات.

وسجلت محافظة درعا إصابة واحدة بفيروس “كورونا”، قبل أن يعلن عن شفائها، في 2 من أيار الحالي، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة في حكومة النظام.

وكانت بلدة المزيريب تشهد ازدحامًا وحركة كبيرة للسياح يومي الجمعة والسبت في مثل هذه الأيام، إلا أن العام الحالي “لم يشهد ازدحامًا للأهالي خوفًا من فيروس كورونا”، بحسب ما قاله أبو حسن أحد سكان البلدة، لعنب بلدي.

وأضاف، “يشهد شهر رمضان أيضًا حركة سياحية خفيفة، وذلك لاتباع الأهالي طقوسًا خاصة في الشهر الكريم”.

تبعات اقتصادية

تقتصر الحركة السياحية في الريف الغربي لمحافظة درعا على شهر نيسان، وتبدأ بالتراجع في شهر أيار وصولًا إلى نهايته حيث تغيب بشكل كلي، بعد أن كانت تستمر طوال فصل الصيف سابقًا.

وتعتبر السياحة مصدر رزق لكثير من سكان المنطقة، حيث يستثمرون المقاهي المطلة على البحيرات والينابيع، ويؤجّرون قواربهم للسياح، وبعضهم يعتاش على صيد الأسماك.

وفي حديث لعنب بلدي، قال أبو أحمد الرافع أحد سكان بلدة المزيريب، إن جفاف البحيرة خلال الصيف الماضي سبب خسارة له ولزملائه الذين يمتلكون قوارب.

ويمتلك أبو أحمد قاربًا يعود عليه بمردود مادي عبر تأجيره للسياح، إلا أن عمله اقتصر على وجود المياه في البحيرة الذي يستمر حتى بداية الصيف فقط.

أما عماد الخير الذي يمتلك متجرًا لبيع الأسماك، فقال لعنب بلدي، إن “جفاف بحيرة المزيريب خلال العام الماضي قضى على الثروة السمكية فيها”، متوقعًا ألا تعود تربية الأسماك للبحيرة قريبًا.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية