كتبه الياس غرول للفورين بوليسي
قليلٌ من الأنباء السارة حملها قتال الفصائل الكردية شمال سوريا بدعم من سلاح الجو الأمريكي ضد “الدولة الإسلامية”؛ حيث دحرت موجة من انتصارات على الأرض مؤخرًا ميليشيات “التنظيم” نحو معقله في الرقة.
وتوضح الخارطة كيف تبدو هذه الانتصارات على الأرض، وهي شاهد مرير على أن واشنطن ما زالت تفتقر إلى شريك عربي يعتمد عليه على أرض المعركة.
وتبين الخارطة كيف تخطى الكرد معاقلهم التقليدية، وبدؤوا دخول أراض يسيطر عليها العرب بطبيعة الحال، وقلصت هذه الانتصارات مساحة الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، وأظهرت أن التنظيم بعيدٌ عن كونه لا يقهر، رغم سلسلة انتصاراته العسكرية المذهلة على مدى الأشهر الأخيرة.
وأشاد الرئيس أوباما بالمكاسب الكردية خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين، كدليل على أن استراتيجيته لهزيمة الدولة الإسلامية على الحدود يمكن أن تثمر؛ وقال: “خسارات داعش الأخيرة في كل من سوريا والعراق تثبت أن داعش يمكن أن تهزم –وستهزم”.
وتتغاضى التقييمات المتفائلة عن حقيقة أن الانتصارات الكردية هي تذكير آخر بغياب شريك عسكري عربي (سُنيّ تحديدًا) للولايات المتحدة للقضاء على الدولة الإسلامية. وعلاوة على ذلك، يدعي عرب كثر أن القوات الكردية تشن حملة تنظيف عرقي بهدف تمهيد الطريق لكردستان موحد يمتد من شمال سوريا إلى شمال العراق.
كما تعطي الخارطة لمحة عن كيف يمكن للقوس الخاضع حاليًا لسيطرة كردية، أن يتغلغل في العراق ويشمل أربيل، عاصمة كردستان العراق.
وفي حين تسيطر قوات الحكومة السورية على شريط ضيق من الأراضي حول مدينة الحسكة، يخضع الشمال السوري بمعظمه لسيطرة كردية تمتد من كوباني إلى الحدود السورية العراقية.
والخارطة الثانية، من معهد دراسات الحرب، تظهر الوضع في العراق، فاللون الأخضر في الشمال يمثل الأراضي الخاضعة لسيطرة الكرد العراقيين.
وهناك توسع طفيف في المنطقة الخضراء نحو الجنوب الغربي في الموصل وحولها، سيكون له شأن في جعل “كردستان موحد” حقيقة قائمة.
مع ذلك، على الكرد وحلفائهم السابقين في الجيش العراقي أن يستعيدوا الموصل من الدولة الإسلامية –مهمةٌ ستكون بالغة الصعوبة، حتى لمقاتلين أحرزوا انتصارات نادرة على التنظيم الحاجة إليها ملحّة.
نشر في 7 تموز وترجمته عنب بلدي؛ لقراءة المقال بالإنكليزية انقر هنا.