من سائقٍ على خط الشام إلى مثقلٍ بديون الحصار

عائلات عربين فقدت طعم الحياة في رمضان

camera iconأحد المنازل المدمرة في مدينة عربين

tag icon ع ع ع

براء أبو يحيى – الغوطة الشرقية

وهو ينظر إلى بقايا منزله الصغير في أحد الأحياء السكينة غربي مدينة عربين داخل الغوطة الشرقية المحاصرة، لم يعد محمد قادرًا على استيعاب ما وصلت إليه حياته من فقر وشقاء، فالبيت الذي كان لعائلته سترًا تحول إلى حطام ودمار جراء القصف اليومي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

لم يتخيل محمد أن تصل به الحال إلى درجة الفقر المدقع، بعد فقدانه المنزل الذي آوى عائلته عدا عن البطالة التي يشكو منها منذ توقف خط السير دمشق- عربين، إذ كان يعمل سائقًا لحافلة نقل (ميكرو باص) بين العاصمة ومدينته.

وانقطعت خطوط المواصلات مع العاصمة منذ أكثر من عامين حين حاصرت قوات الأسد الغوطة الشرقية، وأغلقت كافة الطرقات المؤدية إليها عبر دمشق.

محمد متزوج ولديه أربعة أطفال بينهم طفل مشلول، يتحدث إلى عنب بلدي عن الواقع الذي يعيشه اليوم ”تتراكم الديون علينا، بعت كل ما أملك من حلي وذهب لأجد لقمة لأطفالي، لدرجة أني لا أملك نقودًا لشراء دواء لصغيري المريض”.

وفي رمضان يزداد الوضع سوءًا ويتحول إلى كابوس يلاحق آلاف العائلات المحاصرة، التي يشكو رجالها ومعيلوها من بطالة تترافق مع ازدياد حجم الديون المستمرة منذ 3 أعوام.

ورغم الأوضاع المعيشية الصعبة، لم ينسَ محمد الهيئات الإغاثية والمطابخ الخيرية التي تنشط في رمضان، وشكرهم على مساعدتهم أهالي المدينة في تأمين الطعام لنحو 8 آلاف عائلة في عربين.

ويتابع ”في الأيام العادية لم أكن قادرًا على تأمين متطلبات أسرتي وفي رمضان يزداد الأمر قسوة، حياتي كلها أصبحت ديون متراكمة.. ما نأخذه من اللجان الإغاثية من دفعات مالية لا تكفي لسداد فواتير الحياة اليومية”، مردفًا “فصلت اشتراك الماء والكهرباء وبدأت سحب الماء بالدلو من البئر الذي يبعد عن بيتي 100 متر”.

يقول محمد، إن استمرار أزمته الاقتصادية والإنسانية أفقدته الشعور بطقوس شهر رمضان ”لم أشترٍ لأطفالي أي قطعة حلويات ولم تدخل الفرحة قلوبهم… المائدة على الإفطار والسحور تشهد تقشفًا واضحًا، وأمام هذا الوضع اضطررت للاعتذار لأقاربي عن صلة الرحم حتى”.

تحاول المنظمات الخيرية واللجان الإغاثية مساعدة أهالي غوطة دمشق وتأمين الاحتياجات الطبية والغذائية، لكن قلة الواردات وازدياد المحتاجين ينذران بكوارث إنسانية خطيرة؛ ”نحن نتحدث عن أعوام لا أسبوع أو شهر في ظل واقع لا يتغيّر.. أطفالي يكبرون والمستلزمات تزداد” يختم محمد كلامه.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة