أقر وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر أمس الثلاثاء بأن تدريب واشنطن لمقاتلي المعارضة السورية “المعتدلة” لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” انطلق ببطء شديد بحيث لم يشمل التدريب سوى 60 شخصًا.
وعرض كارتر استراتيجية الولايات المتحدة في قتال التنظيمات ضمن الشرق الأوسط، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ مشيرًا إلى أن “الاستراتيجية الأمريكية ضد المقاتلين المتطرفين أقل بكثير مما كنا نأمل به في هذه المرحلة”.
وأوضح وزير الدفاع أن سبعة آلاف متطوع تقدموا لبرنامج التدريب، لكن “التصفية الدقيقة للمرشحين” أدت إلى إبطائه، متوقعًا أن تتسارع وتيرة البرنامج “بات لدينا معلومات أكثر عن مجموعات المعارضة السورية، ونحن في صدد إقامة علاقات مهمة معها”.
وذكر بأن واشنطن تريد قيادةً تحرك هؤلاء المقاتلين ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” وليس ضد نظام الأسد، مضيفًا “نريد رحيل الأسد لكن هذا الأمر مرتبط بالجهود الدبلوماسية؛ على الأسد أن يرحل لكن بنية الحكم في سوريا يجب أن تبقى لأننا نعلم ماذا يحصل في الشرق الأوسط حين لا تكون هناك بنية حكومة”.
بدوره أشار جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة، أمس إلى خلل واضح في تدريب المعارضة، مشيرًا إلى أن البرنامج لم يبدأ فعليًا حتى اليوم إذ يرفض مقاتلو المعارضة الالتحاق به لأنه يهدف لقتال “داعش” فقط دون الأسد.
وفي سياق متصل قالت صحيفة “فورن بوليسي” أمس الثلاثاء، إن السيناتور ليندسي غراهام، مرشح الحزب الجمهوري الذي يتطلع للفوز في انتخابات عام 2016، أحرج كارتر بسؤال صعب خلال شهادة الأخير أمام اللجنة، لكن كارتر -الذي لم يكن يومًا ما سياسيًا- أجاب بصراحة.
ووجه ليندسي سؤالًا لكارتر منتقصًا من سياسة البيت الأبيض في التراخي حول بذل المزيد من الجهود للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، فقال “ماهو الأكثر احتمالًا، مغادرة أوباما لمنصبه في عام 2017 أو رحيل الأسد؟”.
وأجاب كارتر “من المؤكد أن الرئيس أوباما سيغادر”، لكن ليندسي قرر أثناء الحديث سماع الإجابة مرة أخرى فعاد وسأل نفس السؤال، ليجيب كارتر بعد أن فكر بشكل أفضل هذه المرة “بالتأكيد آمل أن يكون الأسد”.
وتعهّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مؤخرًا بتكثيف دعم بلاده للمعارضة “المعتدلة” في سوريا، ولكنه لم يحدّد الطريقة في ظل رفض المعارضة قتال التنظيم فقط ومطالبتها بقتال الأسد على اعتباره مصدر الإرهاب في المنطقة.