رضخت “هيئة تحرير الشام” لضغط الأهالي في إدلب، وقررت إيقاف فتح معبر تجاري مع مناطق النظام السوري، بعد مظاهرات واعتصامات أدت إلى توتر ومقتل مدني برصاص عناصر “الهيئة”.
وأصدرت “تحرير الشام” بيانًا اليوم، الجمعة 1 من أيار، تحدثت فيه عن آخر المستجدات حول فتح المعبر وما تبعه من توتر، وقالت إنها تتحمل المسؤولية عما حصل من أخطاء وتجاوزات، ووعدت بمحاسبة الفاعلين.
وجاء في البيان أن “تحرير الشام” ترفض استهداف أي تجمع مدني بغرض “الإخافة والتفريق”، وتعد بـ”محاسبة من تجرأ وأطلق النار”.
وأضاف أن “الهيئة” قررت تعليق المعبر بعد مطالب ونداءات من طوائف مختلفة من المزارعين والعمال وأصحاب المعامل والمداجن والتجار، وتحقيقًا للمصلحة العامة، بحسب تعبير البيان.
وكان مدني قُتل وأُصيب آخرون برصاص “هيئة تحرير الشام”، أمس، خلال إطلاق النار من قبل عناصر “الهيئة” على متظاهرين خرجوا رفضًا لفتح معبر تجاري بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام السوري بين بلدتي معارة النعسان وميزناز شمال شرقي إدلب.
وعقب ذلك، ساد توتر في إدلب، وخرج مواطنون بمظاهرات في ساحة إدلب، وفي كفر تخاريم شمال غربي إدلب، تنديدًا بمقتل المتظاهر صالح مرعي، وافتتاح المعبر التجاري.
من جهته، قال مسؤول التواصل الإعلامي في “الهيئة”، تقي الدين عمر، إنه في الأسابيع الماضية عُقدت عدة لقاءات جمعت مسؤولي “هيئة تحرير الشام” مع عدد كبير من شرائح المجتمع، واتخذت قيادة “الهيئة” عقبها قرارًا بإعادة فتح المعبر بعد توقفه في الفترة الماضية، وذلك “ترجيحًا لمصلحة المحرر”، بحسب تعبيره.
وأضاف، في مراسلة إلكترونية مع عنب بلدي، أنه “عقب فتح المعبر، تجمّع عدد من أبناء بلدة ميزناز أمامه، للتعبير عن رأيهم بخصوص إعادة فتح المعبر، وحدثت بعض التوترات بين حرس المعبر وبعض المحتجين”.
واتهم عمر بعض المنتسبين للفصائل برمي الحجارة على حرس المعبر، فتطور الأمر ووقعت تجاوزات من قبل الطرفين نتجت عنها عدة إصابات.
وأكد عمر أن “تحرير الشام تتحمل كامل مسؤوليتها عن الأخطاء والتجاوزات التي وقعت، وستحاسب الفاعلين”.
وكانت ثلاث شاحنات تجارية محملة بالبضائع دخلت، أمس، من مناطق النظام السوري إلى الشمال السوري عبر معبر معارة النعسان، إلا أن فتح المعبر لاقى ردود فعل غاضبة من قبل الأهالي.
وتصر “الهيئة” على فتح المعبر رغم الرفض الواسع من قبل مدنيين، لأسباب منها أن المعبر سيساعد النظام السوري اقتصاديًا، وأن هناك خطرًا من نقل فيروس “كورونا” من مناطقه إلى الشمال.
لكن “تحرير الشام” بررت فتح المعابر التجارية مع النظام السوري بأنه من أجل تصدير الفائض الإنتاجي، الموجود في الشمال السوري.
وقال المسؤول في الإدارة العامة للمعابر، سعيد الأحمد، إن “المناطق المحررة تستورد بضائع من مناطق النظام بنسبة 5% مقابل 95% من تركيا”، بحسب ما نقلت عنه شبكة “إباء” التابعة لـ”الهيئة”.
–