تراجعت منظمة الصحة العالمية عن مناشدة لإعادة فتح معبر حدودي بين سوريا والعراق لإيصال المساعدات الأممية، بسبب معارضة روسيا والصين.
وحذفت “الصحة العالمية” من مذكرتها مناشدة مباشرة لإعادة فتح معبر “اليعربية”، بعد نحو أربعة أشهر من توقف استخدامه في عمليات الأمم المتحدة، بحسب ما نشرته وكالة “رويترز” اليوم، الخميس 30 من نيسان.
وكانت مسودة مذكرة “الصحة العالمية” تقول إن “شركاء الأمم المتحدة يقترحون إعادة فتح معبر اليعربية على وجه الاستعجال. سيكون لهذا تأثير كبير على التعامل مع (كوفيد- 19) في شمال شرقي سوريا”.
واطلع أعضاء مجلس الأمن الدولي على المذكرة قبل تغييرها، وظهرت نسخة محدثة، الثلاثاء الماضي، بعد معارضة روسيا والصين للمذكرة الأساسية.
وأوردت المسودة المحدثة بدلًا من ذلك، الحاجة إلى “خيارات جديدة” لإيصال المساعدات التي كانت تُسلّم عبر العراق.
واعتبرت أنه لا يمكن توسيع عمليات الشحن عبر “خطوط الصراع” في البلاد، بما يكفي لتلبية الاحتياجات في شمال شرقي سوريا.
وكان مجلس الأمن سمح لمؤسسات الأمم المتحدة، حتى كانون الثاني الماضي، بنقل المساعدات من شمالي العراق إلى شمال شرقي سوريا عبر معبر “اليعربية”، قبل انتهاء مفعول القرار 2165.
ويتسبب إغلاق المعبر بمنع وصول نحو 40% من المساعدات الطبية إلى شمال شرقي سوريا، وفقًا لـ”رويترز”.
واتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، “الصحة العالمية” مرارًا بالدفاع عن الحكومة الصينية والوثوق بتطميناتها، والتقاعس عن أداء عملها في أزمة تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وعلّق الرئيس الأمريكي تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية، متهمًا إياها بـ”سوء إدارة شديد” في أزمة تفشي فيروس “كورونا”.
المعابر المعتمدة أمميًا
يربط معبر “اليعربية” مدينة ربيعة العراقية بسوريا، وهو أحد المعابر الحدودية الأربعة، التي وافق مجلس الأمن على استخدامها بموجب القرار 2165 الصادر عام 2014.
وتبنى مجلس الأمن، في كانون الثاني الماضي، مشروع قرار تقدمت به كل من بلجيكا وألمانيا، جدد بموجبه عملية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، لملايين السوريين في شمال شرقي وشمال غربي سوريا.
ويقضي القرار بتمديد عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبرين فقط بدلًا من أربعة، وهما “باب السلامة” و”باب الهوى” الحدوديين مع تركيا.
واستبعد القرار معبري “الرمثا” الحدودي مع الأردن، و”اليعربية” الحدودي مع العراق، وخفض المجلس مدة ولاية القرار من سنة إلى ستة أشهر، ليكون نافذًا حتى 10 من تموز 2020.
وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” مجلس الأمن بإلغاء قراره الصادر في كانون الثاني الماضي، والسماح بنقل إمدادات المعونة الأممية من العراق إلى سوريا عبر معبر “اليعربية”.
ودعت المنظمة في بيان، الثلاثاء الماضي، الأمم المتحدة وحكومة النظام السوري إلى رفع القيود التي تمنع وصول الإمدادات والطواقم الطبية إلى مناطق شمال شرقي سوريا، لمواجهة انتشار جائحة “كورونا”.
ويعمل 26 مركزًا صحيًا فقط من مجموع 279 مركزًا، ومشفيان فقط من مجموع 11 مشفى، في مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” وفقًا للبيان.
وكانت المناطق الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” سجلت ثلاث إصابات بفيروس “كورونا”، في حين سجلت مناطق سيطرة النظام السوري إصابة 43 شخصًا بالفيروس، توفي منهم ثلاثة أشخاص، وتماثل للشفاء 21 شخصًا.
–