رفيق القذافي وعدوّه.. خليفة حفتر ينصّب نفسه حاكمًا لليبيا

  • 2020/04/28
  • 5:20 م

قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر (رويترز)

مرة أخرى يتصدّر اسم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الصفحات الأولى للإعلام العالمي والعربي بعد خروجه ببيان متلفز موجه للشعب الليبي، ليعلن نفسه حاكمًا عليهم، موافقًا بذلك على “التفويض” الذي قال إن الشعب أعطاه إياه، في جوي يشبه “مسرحية هزلية” وفق ما وصفتها “حكومة الوفاق” الليبية، العدو اللدود للواء المتقاعد.

ولم يقتصر انتقاد حفتر على أعدائه، بل تعرض الرجل صاحب الوجه المعروف في المشهد السياسي الليبي طوال أكثر من أربعة عقود، لانتقاد من أبرز حلفائه، إذ أعربت موسكو عن دهشتها من خطوة حفتر، وحذرت من إفشال المسار السياسي الوحيد في البلاد، بينما أبدت أمريكا أسفها على ما أقدم عليه حفتر.

وتعني خطوة حفتر هذه نسفًا لاتفاق مدينة الصخيرات المغربية، الموقع في كانون الأول 2015، بين طرفي النزاع في ليبيا، والذي يعد القاعدة الأساسية الوحيدة التي تحمل مفاتيح وشروط الحل في ليبيا.

وجاء نسف هذا الاتفاق بعدما دعا حفتر مؤخرًا الشعب الليبي في مناطق نفوذه إلى الخروج والإعلان عن إسقاط الاتفاق السياسي (الصخيرات)، وتفويضه لقيادة المرحلة المقبلة.

ويتزامن انقلاب حفتر على اتفاق “الصخيرات”، مع ما تقوم به قواته منذ نحو عام، إذ تنازع قوات “حكومة الوفاق” على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، وتواصل هجومًا بدأته، في 4 من نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر “الوفاق”.

رفيق القذافي وعدوّه

لخليفة حفتر تاريخ طويل مع الانقلابات، إذ كان ضمن مجموعة الضباط التي كان يقودها العقيد معمر القذافي، والتي وصلت إلى السلطة بعد الإطاحة بملك ليبيا إدريس السنوسي، في انقلاب عام 1969.

بعد ذلك كافأ القذافي حفتر المولود عام 1943، بتعيينه قائدًا عامًا للقوات التي خاضت المعارك ضد تشاد، وذلك تقديرًا لولائه.

وكانت تلك الخطوة بداية سقوطه، إذ مُنيت ليبيا بهزيمة كبيرة على يد القوات التشادية، وأُسر حفتر مع 300 من جنوده في عام 1987.

تخلى القذافي عن حفتر، إذ أنكر بداية أي وجود للقوات الليبية في تشاد، الموقف الذي دفع حفتر لأن يكرس حياته لإسقاط الزعيم الليبي. وفي أواخر الثمانينيات، انشق حفتر عن نظام القذافي وسافر إلى الولايات المتحدة، وأفادت تقارير بقربه من المخابرات الأمريكية.

في عام 2011، عاد حفتر إلى ليبيا للانضمام إلى المعارك الجارية ضد نظام القذافي، وكان حاضرًا ضمن القادة العسكريين المشاركين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، جنبًا إلى جنب مع الجنرال عبد الفتاح يونس (اغتيل عام 2011).

الصعود مجددًا

بعد سقوط القذافي، عُيّن حفتر رئيسًا لأركان الجيش الليبي، إلا أنه غادر بعد ذلك إلى أمريكا بعد مدة من الاعتكاف في منزله ببنغازي، إثر تعرضه لتحفظات وانتقادات على تعيينه.

خلال عام 2014، شعر حفتر أن الفرصة سانحة مجددًا لكي يمارس دورًا سياسيًا وعسكريًا، وتمكن من كسب بعض التأييد من خلال توحيد جزء من الفصائل المسلحة (كمجلس برقة، والقوات الخاصة في المناطق الشرقية، وبعض وحدات القوات الجوية) والقبائل ضد تنظيم “القاعدة”.

ومطلع عام 2015، عُيّن قائدًا عامًا للجيش الوطني الليبي بعد ترقيته إلى رتبة مشير.

في أيلول 2016، قاد حفتر عملية “البرق الخاطف” للسيطرة على منشآت النفط الرئيسة في منطقة “الهلال النفطي”، مسلمًا مفتاح أهم صادرات البلاد إلى حليفه، برلمان طبرق.

ولا يعترف حفتر بحكومة “الوفاق” الوطني، برئاسة فايز السراج، التي يعترف بها المجتمع الدولي، إذ يصر السراج على أن تكون قيادة الجيش خاضعة لحكومته.

وعلى الرغم من هذا الخلاف، جمعت الرجلين (حفتر والسراج) لقاءات متعددة في أبو ظبي ثم في باريس، حيث اختُتم اجتماعهما بتوقيع اتفاق التزم من خلاله الطرفان بوقف إطلاق النار في ليبيا.

في كانون الأول 2017، عاد الخلاف مجددًا بين الرجلين، إذ أشعله حفتر حين أعلن أن ولاية مجلس الرئاسة المعترف به من قبل المجتمع الدولي قد انتهت، وهو ما قوبل برفض السراج، الذي أكد استمرار مرجعية اتفاق “الصخيرات” الذي وُقّع في المغرب عام 2015.

واليوم، تتركز الأنظار على طرابلس، العاصمة الليبية، حيث تعهدت الفصائل المسلحة التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا بالتصدي لقوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة حفتر، الذي صار يعتبر نفسه حاكمًا لكل ليبيا.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي