أثار المسلسل السوري “مقابلة مع السيد آدم” جدلًا كبيرًا بين متابعي الدراما السورية بعد عرض حلقته الرابعة مساء أمس، الاثنين 27 من نيسان.
وظهرت في أحد المشاهد صورة للشابة السورية رحاب العلاوي، التي قضت تحت التعذيب في معتقلات النظام السوري، على أنها فتاة مصرية قُتلت في سوريا وسُرقت أعضاؤها.
وتداول سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا من المشهد الدرامي الذي يُظهر صورة رحاب، التي سُرّبت ضمن صور الضابط المنشق “قيصر”.
وأثارت الصور غضبًا بين سوريين معارضين، أشاروا إلى الاستثمار الدرامي لقضايا المعتقلين السوريين، الأمر الذي عدوه استمرارًا للقمع في سوريا.
وقالت المستخدمة لينا الحراكي، “يبدو أن فريق عمل المسلسل لم يجدوا أفضل من صور إنجازات نظامهم القاتل، لإقناع المشاهدين بمدى وحشية النظام”.
وكتب مؤيد عبد الله، “الحلقة الرابعة (من مسلسل مقابلة مع السيد آدم) تعرض صورًا لرحاب العلاوي المنحدرة من مدينة مو حسن، والتي أعدمها النظام تحت التعذيب”.
وظهرت صورة رحاب العلاوي ضمن صور “قيصر” التي نُشرت عام 2015 لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في المعتقلات، وسرّبها ضابط في المخابرات السورية.
وتنحدر رحاب العلاوي من محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا، وكانت طالبة في كلية الهندسة المدنية حين اعتقلت عام 2013 في دمشق.
و”قيصر” هو اسم مستعار لأحد عناصر الأمن العسكري الذي انشق عن النظام عام 2013، بعد أن استطاع تسريب صور لجثث معتقلين قُتلوا تحت التعذيب في المشفى العسكري، بعد أن كان مكلفًا بتصويرهم لحفظ الصور في ملفاتهم.
وعندما نشر “قيصر” صور أكثر من 50 ألف ضحية، استطاع بعض الأهالي التعرّف إلى مصير أبنائهم.
وبحسب التقرير الذي أعدته لجنة مختصة شاهدت تلك الصور، فإن أصحابها كانوا موجودين في سجون النظام بين عامي 2011 و2013.
وكان النظام يعمد إلى نقل جثثهم إلى المشفى العسكري وتصويرهم قبل دفنهم في مناطق ريفية بمقابر جماعية.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم الدراما السورية حوادث خاصة بالثورة السورية في أعمالها، إذ عرض مسلسل “كونتاك” في العام الماضي (2019) “لوحة كوميدية” سخرت من ضحايا الهجمات الكيماوية في سوريا.
وتتحدث اللوحة عن قيام عناصر منظمة “الدفاع المدني” (المعارضة) بتصوير مشاهد مفبركة للقصف، ومساعدة الجرحى جراء القصف الجوي، وعرضت تنقّل المخرج والمصور في بناء تجري فيه فبركة المشاهد، ويطلب المخرج من الممثلين الصراخ.
كما سخرت الحلقة من عمل المنظمة، المعروفة باسم “القبعات البيضاء”.
وأثارت الحلقة غضب عشرات السوريين على موقع “فيس بوك” من الذين نشروا الفيديو على صفحاتهم الشخصية.
–