أحمد الرمح لعنب بلدي: لا “إعادة إنتاج” للنظام السوري والأتراك يحضّرون له “قرصة أذن”
حوار: أسامة آغي
العلاقة بين الفكر والسياسة علاقة جدلية، يتم تبادل التأثير بينهما عبر أطر تخص كلًا منهما على حدة. معرفة هذه العلاقة ضرورة لمعرفة اتجاهات السياسة المختلفة وأثر الفكر السياسي فيها، وبالتالي توفر مساحة أوسع لرؤية الحدث السياسي أو الفكري.
طرحت عنب بلدي أسئلة على الباحث السوري أحمد الرمح، حول إشكاليات سياسية وفكرية، فيما يخص الواقع السوري من جهة، وعلى مستوى الفكر الإسلامي من جهة أخرى.
“قرصة أذن” للنظام
يعتقد الرمح أن محاولات “إعادة إنتاج وتدوير” النظام السوري في الأوساط السياسية الإقليمية “باتت في حكم العدم”، وأن هناك قرارًا تركيًا بموافقة ضمنية روسية على قيام الجيش التركي بعملية عسكرية ضد النظام.
ويطلق الرمح على تلك العملية المتوقعة اسم “قرصة أذن” تكون لأفراد النظام في دمشق من خلال عملية عسكرية محدودة، تجبر النظام على تنفيذ التفاهمات التركية- الروسية.
وفي الوقت الذي لم يؤكد الرمح وجود هذه التفاهمات حاليًا بين أنقرة وموسكو، لكنه يشير إلى أن الاحتمالات متاحة لحدوثها.
ويرى الرمح أن التطورات التي شهدتها مدن الشمال السوري في الفترة الماضية، من إدخال تركيا أكثر من 30 ألفًا من جنودها وعتادها، لإجبار قوات النظام على التراجع إلى حدود منطقة “خفض التصعيد” الرابعة، كان أحد أسبابه الرئيسة، “وضع الاتحاد الأوروبي أمام خيارات ضيقة تجبره على دعم هذه الحملة (العسكرية)”.
وجاءت الحملة العسكرية هذه في الوقت الذي تشتد فيه الخلافات التركية- الأوروبية، والخلافات التركية- الأمريكية، التي خلقت أثرًا سلبيًا على المستوى الداخلي التركي، من الناحية الاقتصادية والسياسية.
تحركات روسية لتسريع اتفاقيات
في الحديث عن التحركات الروسية في سوريا، يعتقد الرمح أنها تسعى إلى تسريع ثلاث اتفاقيات في الشمال السوري، خاصة في إدلب، رغم انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ومن ضمن تلك الاتفاقيات، فتح الطريقين الدوليين بين دمشق وحلب (M5)، واللاذقية وحلب (M4)، اللذين تريد “هيئة تحرير الشام” مقابلًا لهما، أو حصة فيهما، وفق الرمح.
وفي حال عُرقلت هذه التفاهمات، التي تشمل أيضًا تراجع قوات النظام السوري بعيدًا عن تلك الطرق الدولية، “يتم الذهاب إلى إجراء جراحة مستعجلة تتمثل بتفاهم تركي- روسي- أمريكي على إنهاء النظام وتعيين مجلس سياسي وعسكري ودستوري”.
ويؤكد الباحث، بحسب قراءته للوضع الحالي، على أن هذا الاحتمال كله مؤجل حتى نهاية ولاية بشار الأسد الرئاسية في العام المقبل.
منهج “الكيفيات”
يعمل الباحث أحمد الرمح في مجال “الفكر الإسلامي التنويري”، وكان قد وضع له منهجًا أطلق عليه اسم “الكيفيات”، قبل خمس سنوات.
يطرح منهج “الكيفيات” تأملات حول كيفية التعامل مع المصادر الأساسية، التي توجه سلوك المجتمع الإسلامي وتبني ثقافته عن طريق التعامل مع القرآن الكريم.
ويوضح الرمح ذلك بالقول، “نحتاج إلى محاولة فهم جديد للتعامل مع القرآن، وهذا يدعونا إلى أن نكون شجعانًا، وأن نقر بتاريخية بعض الآيات، التي هي سبب الاحتداب مع الآخرين”.
كما يعتقد الرمح “أن المسلم يتحرك ثقافيًا وسلوكيًا بنسبة أكثر من 85% وفق السنة النبوية، وليس وفق القرآن الكريم”.
ويرى أن التفكير بهذا الإطار فاتحة للفهم الإسلامي المعاصر، “فما دمنا أكدنا على مسألة كيف نتعامل مع القرآن، وكيف نتعامل مع السنة النبوية، سنعرف كيف نتعامل مع الخبر التاريخي، وكيف سنتعامل مع النص البشري الاجتهادي على النص القرآني والسنة النبوية، وسنعرف كيف نتعامل مع فتاوى قيلت منذ قرون سالفة، وبالتالي ننتج فكرًا ومعرفة إسلامية ابنة عصرنا، ويبقى التراث ابن تلك المرحلة”.
أحمد الرمح في سطور
أحمد الرمح هو كاتب وباحث سوري، يكتب في إصلاح الفكر الديني، عضو في “المنتدى العالمي للإسلام الديمقراطي”، وشغل منصب مدير “مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
نُشرت أبحاث الرمح في دوريات عديدة، وأصدر عددًا كبيرًا منها من الكتب في مجال “التنوير الإسلامي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :