صور أقمار صناعية تظهر حجم عمليات تهريب النفط في دير الزور

  • 2020/04/27
  • 1:39 م

عدد كبير من الشاحنات التي تنقل النفط المهرب من مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق النظام السوري في دير الزور (samir/ تويتر)

أظهرت صور أقمار صناعية ملتقطة في ريف دير الزور الشرقي، عددًا كبيرًا من الشاحنات المحملة بالنفط التي يدخلها مهربون من معابر نهرية، تربط مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بمناطق سيطرة النظام السوري.

يحدث ذلك في الوقت الذي تشدد فيه القوات الأمريكية الداعمة لـ”قسد” رقابتها على هذه المعابر، وتستهدفها في بعض الأحيان بالقذائف.

الناشط “سمير” المهتم بالخرائط العسكرية في سوريا، نشر أمس، سلسلة من الصور عبر حسابه في “تويتر”، تبين أن حركة التهريب بين مناطق “قسد” والنظام ما زالت مستمرة، على الرغم من التهديدات الأمريكية السابقة والحملات الأمنية التي شنتها على معابر التهريب.

 

وتوضح الصور الملتقطة، في 17 من آذار الماضي، وقوف نحو 60 شاحنة كبيرة عند معبر بقرص، الخاضع لسيطرة النظام، والذي يقابله في الطرف الآخر معبر الشحيل.

وقال الناشط، إن عمليات التهريب لا تقتصر على النفط بل تشمل تهريب أكياس الحبوب ومواد البناء والأسمنت.

ويعد معبر معبر الشحيل- بقرص من أهم معابر التهريب، وقد شهد مؤخرًا حملات أمنية مركزة من قبل “قسد” والتحالف.

وتنشط على هذا المعبر حركة نقل البضائع وتهريب المحروقات من مناطق “قسد” إلى مناطق النظام، إضافة إلى إدخال مواد البناء والغذائيات من الأخيرة.

وكان “مركز دير الزور الإعلامي“، التابع لـ”الإدارة الذاتية”، نشر تسجيلًا مصورًا يظهر استهداف القوات الأمريكية معبر بقرص النهري الخاضع للنظام بقذائف صاروخية موجهة، مطلع حزيران 2019.

تبع هذه العملية قيام القوات الأمريكية و”قسد” بشن حملة أمنية أسفرت عن حرق عبّارات (سفن) على هذا المعبر، إضافة إلى جميع المواد المراد تهريبها إلى مناطق النظام.

عشرة معابر

ليس معبر الشحيل- بقرص هو الوحيد، إذ ترتبط مناطق سيطرة “قسد” في دير الزور بنحو عشرة معابر نهرية مع مناطق قوات النظام، وتعتبر هذه المعابر بمثابة الأوردة التي ينعش منها النظام أسواقه في المحافظة، وخاصة تلك المتعلقة بالمحروقات، وجميع هذه المعابر بدأ العمل بها منذ سيطرة “قسد” والنظام على محافظة دير الزور، بعد معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” نهاية عام 2017.

وتختلف أهمية ونوعية هذه المعابر، فبعضها متخصص بنقل المدنيين بين ضفتي النهر، بزوارق صغيرة، يحمل كل واحد منها بضعة أشخاص، وبعضها يضم عبّارات كبيرة تحمل سيارات على ظهرها، وهذه تستخدم في نقل البضائع والمحروقات بين الضفتين.

مَن المسؤول عن التهريب

حصلت عنب بلدي مؤخرًا على أرقام هواتف شخصين من الذين ينقلون مواد البناء (الأسمنت والحديد والمواد الصناعية) من مناطق النظام مقابل نقل المحروقات من مناطق “قسد” من معبر الشحيل.

وطرحت عليهما أسئلة حول آلية عملهما والجهات التي تقف وراءهما لكنهما رفضا الإجابة، خوفًا من الملاحقة الأمنية، واكتفيا بالتأكيد أنهم مجرد وسطاء بين أشخاص من “قسد” وشركة “القاطرجي” (التي تزود النظام بالنفط الخام).

وبرز اسم عائلة القاطرجي خلال السنوات الماضية كوسيط بين تنظيم “الدولة” (في أثناء سيطرته على الآبار) و”قسد” من جهة، والنظام السوري من جهة أخرى لنقل المحروقات من المنطقة الشرقية.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة “القاطرجي” النفطية في سوريا، في أيلول عام 2018، كونها لعبت دور الوسيط بين النظام السوري وتنظيم “الدولة”، عبر تسهيلها نقل شحنات نفطية بين الطرفين، بالإضافة إلى تزويد النظام بالفيول وشحنات أسلحة وتقديم الدعم المالي.

أما من جهة “قسد”، فيُتهم القيادي في “مجلس دير الزور العسكري”، خليل الوحش، بالتنسيق مع شخص من بلدة بقرص يعمل لمصلحة “القاطرجي”، عند معبر الشحيل.

مقالات متعلقة

  1. تسرب نفطي في نهر "الفرات" بعد استهداف مهربين شرقي دير الزور
  2. دون ضبط أمني.. تهريب البضائع ينشط على ضفتي "الفرات"
  3. "قسد" تداهم معابر مائية بدعم من التحالف في دير الزور
  4. اشتباكات بين "قسد" وقوات النظام على ضفة الفرات

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية