وكلّ يوم شهيد..
داريا.. ألف يوم تنتزع الحرية من الجلاد
في 13 تشرين الثاني 2012 بدأت قوات الأسد حملة عسكرية ضد مدينة داريا في ريف دمشق الغربي، لكنّ مقاتلي الجيش الحر أوقفوا الحملة على تخوم المدينة، بينما نزح عنها قرابة 250 ألف مدني وبقي أكثر من 10 آلاف تحت الحصار.
وبعد ألف يومٍ من القتال، ما زال مقاتلو المدينة يرابطون على جبهاتها بوجه تعزيزات الأسد ومسانديه من الميليشيات الطائفية كحزب الله اللبناني، في ظل قصفٍ متواصل من الطيران الحربي والمروحي، أحصى المركز الإعلامي منه قرابة 800 برميل ودمّر 80% من البنية التحتية.
ويقول إبراهيم أبو سعيد عضو مكتب العلاقات العامة في المجلس المحلي، بالحديث عن معتقلي المدينة وشهدائها الذين فاقوا 1200 شهيد خلال الحملة إنه “بعد كلّ ما خسرناه، أستنكر الفرقة التي ضربت صفوف الثورة فهي لم تشتعل حتى نتفرق”، مضيفًا “ارتاح شهداؤنا من التعب والهموم والمصائب، لكنّنا مهما تكلمنا عمّا يواجهه المعتقلون فلن يرقى لمستوى معاناتهم”.
وأردف أبو سعيد “ما يبعث على الأمل هو جهد المخلصين من شباب الثورة وصبرهم على الأذى والعمل في سبيل الوصول لأهدافها”.
تغريبة “أبناء البلد”
يعيش مهجّرو المدينة أوضاعًا معيشية متردية خصوصًا في قرى الريف الغربي لدمشق، متعرضّين لتضييق أجهزة الأمن التي تعتقل منهم حتى اليوم قرابة 2000 مدني، وفق ما توثقه مجموعة معتقلو داريا بالاسم.
النقيب سعيد نقرش (أبو جمال)، قائد لواء شهداء الإسلام أكبر ألوية المدينة، وجّه رسالةً لأهل داريا النازحين جاء فيها “بعد الخذلان الدولي والإسلامي والعربي للشعب السوري ليواجه مصيره مع عصابات الأسد ومرتزقة إيران، فليس أمام أهلنا وإخوتنا النازحين إلا الصبر والثبات حتى يأذن الله بالنصر”، مضيفًا “بشرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم بالنصر بعد الصبر، واليسر بعد العسر”.
حرب الجبهات
وشهدت جبهات داريا معارك عنيفة أبرزها جبهة مقام سكينة الذي أحكم مقاتلو الثورة السيطرة عليه في 25 آذار 2015 بعد حرب أنفاق ضد ميليشيات شيعية تعتبر قتالها “دفاعًا عن المزارات المقدسة”، لكن أهالي المدينة ينفون صلة المقام بأي شخصية دينية تاريخية عازين وجوده إلى محاولة تمدّد الإيرانيين خلال حكم الأسد الأب والابن.
عمليات أخرى شنّها مقاتلو “الثورة” وأسفرت عن تحرير عددٍ من القطاعات كـ “بشر الصابرين” على الجبهة الشرقية، ”خلاصنا بجهادنا” على الجبهة الشمالية، و”إن عدتم عدنا” وسط المدينة.
6 قادة لحملات الأسد قتلوا على أرض داريا خلال الحملة آخرهم العقيد الركن رعد وديع جديد، الذي شيعته قرية الفاخورة التابعة للقرداحة في 11 تشرين الأول 2014، ويقول أبو جعفر الحمصي القائد الميداني في لواء شهداء الإسلام “فليعمل النظام على جردٍ صغير لما خسره خلال هذه الأيام وكم كلفته المعركة عددًا وعتادًا، وليضربها بأضعافها إن توهم أنه سيقتحم داريا ولو بعد ألف يوم آخر”.
ويضيف القيادي “ستبقى داريا راسخةً كبوابة فتح دمشق وانطلاقة الحرية الكاملة”، بينما يعتبر النقيب أبو جمال “ثبات المجاهدين على الثغور زلزل عروش الطغاة، ستدخلون التاريخ وتعلمون البشرية كيف تنتزع الحرية من الجلاد”.
وتبعد داريا عن مدينة دمشق قرابة 10 كيلومترات، ويحيط بها مطار المزة العسكري وجبال الفرقة الرابعة وسرايا الصراع، في سهلٍ يطلّ عليه القصر الجمهوري حيث يدير الأسد عملياته.
هل يسمع العالم؟
وفي ذكرى الألف يوم أصدر مركز داريا الإعلامي صورًا لـ “ألف دولار” كتب عليها عدد الشهداء ونسبة الدمار إلى جانب محاولات استهداف المدينة بالغازات السامة تحت مرأى الأمم المتحدة، موجهًا الرسالة إلى “مجتمع دولي لا يفهم سوى لغة القوة والمال”.
ويقول حسام الأحمد، مدير المركز، “من واجبنا نقل صورة بلدنا ومعاناة الناس؛ لا نأمل أن تحدث هذه الألف أثرًا عند مجتمع دولي منافق، ربما يرونها ويضحكون ثم ينسون، أما نحن فنعيش كل يوم من الألف بالدم والقصف والبراميل”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :