“ضيعة ضايعة” في إدلب.. الخدمات لا تصل إلى قرية “المعزولة”
عنب بلدي – ريف إدلب
“ضيعة ضايعة”، هكذا وصف أهالي “المعزولة” قريتهم التي تتبع إداريًا لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب، بسبب انعدام الخدمات الأساسية فيها، وعدم التفات المنظمات الإنسانية والخيرية لها، أو وضعها ضمن برامجها التنموية.
لا ماء لا كهرباء لا صرف صحي
عدم توفر مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي، إضافة لانعدام الطرقات المعبدة، وتجمع مياه المطر في شوارع القرية الترابية، أبرز المعالم التي يلاحظها المار في القرية أو المشاهد لصورها.
الأهالي عددوا أيضًا هذه المشاكل في استطلاع رأي أجرته عنب بلدي ضمن برنامج “شو مشكلتك” الذي تعرضه عبر منصاتها يومي الخميس والاثنين.
من المشاكل الأخرى عدم وصول الكهرباء إلى المنازل، ما يجبر بعضهم على استخدام مولدات الكهرباء الصغيرة، أما عن مياه الشري فيخزنها الأهالي من مياه الأمطار، أو يشترونها عندما يتوفر لديهم سعر خزانها (الصهريج)، الذي يكلف ثمانية آلاف ليرة سورية.
أما فيما يخص تمديدات الصرف الصحي، فيستبدل بها ساكنو القرية حفرًا صغيرة للتخلص من الفضلات.
القرية المنسية
رئيس المجلس المحلي في القرية، أحمد العلي، أكد لعنب بلدي ما جاء على لسان أهالي “المعزولة”، قائلًا، إن السبب وراء ذلك هو عدم دعم المنظمات، بسبب موقع القرية الجغرافي.
وتتبع القرية لمدينة جسر الشغور التي تعتبر منطقة “ساخنة” عسكريًا، وأكد العلي أنهم ناشدوا جميع المنظمات الإنسانية لكنها لم تتعاون معهم، ولم يجدوا من يحقق مطالبهم.
وأضاف العلي عقبة إضافية لما يواجهه سكان القرية البالغ عددهم أربعة آلاف و200 نسمة، وعدد النازحين فيها 250 عائلة، وهي الفقر المخيم عليهم، والذي وصفه بـ”الأسود”.
ليست وحدها بهذه الحال
نشر “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” ((OCHA، في 17 من نيسان الحالي، أن معظم القرى والمدن التي قيّمها في الشمال السوري بحلب وإدلب (البالغ مجموعها 461 مجتمعًا)، لم تعد تملك فرصًا لكسب العيش، ما يجعل كلًا من المجتمع المضيف والأسر النازحة معرضة بشدة للخطر.
وأضاف أن النازحين والقرى المضيفة يكافحون من أجل الحصول على الرعاية الصحية بسبب عدم وجود وسائل النقل إلى المرافق الطبية وبعد المسافة، ونقصها بشكل عام.
وذكر التقرير أن جميع الخدمات الأساسية تقريبًا في شمال غربي سوريا قد تضررت بشكل جزئي بسبب الحرب في تلك المناطق، ورتب الاحتياجات بحسب أولويتها، فكانت على التوالي: شبكات الكهرباء، شبكات إمدادات المياه، الطرق، المدارس، المستشفيات أو المرافق الصحية، حفر الآبار.
وتصل نسبة شبكات الكهرباء المقطوعة والتي تعرضت لأضرار تامة بسبب الحرب في شمال غربي سوريا إلى 56% من مجموع القرى التي بحث فيها “أوتشا”، كما أن شبكات الاتصالات وشبكات تغطية الإنترنت التي تضررت بشكل كامل بلغت نسبتها 32%.
وأبلغ المكتب أن الصرف الصحي واحد من أكثر المشاكل شيوعًا، وشكل ما نسبته 47% من إجمالي الاحتياجات، مع عدم وصوله إلى 57 ألفًا و736 أسرة.
كما أن 33% من القرى التي بحث فيها “أوتشا”، كان الصرف الصحي فيها متدفقًا نحو الشوارع، ولا يوجد من يجمع القمامة منها.
وكان وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى دورات المياه متاحًا فقط لـ7% من أصل 32 قرية قُيّمت، وفقًا لمؤشرات “أوتشا”.
حاجة ماسة للمساعدات
تقرير آخر لـ”مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” ((OCHA، بعنوان “آخر التطورات الإنسانية في سوريا”، منشور في 16 من نيسان الحالي، يشير إلى أن هناك 11 مليون نسمة بحاجة ماسة للمساعدات بشتى أنواعها.
وذكر التقرير أن الاحتياجات الإنسانية كبيرة وضخمة في شمال غربي سوريا، رغم توقف الأعمال القتالية العسكرية والغارات الجوية ومحدودية القصف المدفعي، بعد إعلان وقف إطلاق النار، في 5 من آذار الماضي.
ويعاني أهالي الشمال السوري من احتياجات إنسانية هائلة تفوق تلك المسجلة في أي مرحلة أخرى من مراحل الآثار الطويلة الأجل لأعمال النزاع، نظرًا للعنف والنزوح، وارتفاع أعداد الضحايا قبل وقف إطلاق النار.
والمواقع التي انتقل إليها النازحون في شمال غربي سوريا، تتصدر مشهد الاحتياجات الطويلة الأجل في مجالات الصحة والتعليم والتغذية، إلى جانب نمو الاحتياجات الملحة للغاية في مجالات المأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والغذاء والحماية.
وتحدث “أوتشا”، أن الاحتياجات حرجة بشكل خاص بالنسبة لما يقدر بنحو 940 ألف شخص نزحوا جراء العنف شمال غربي سوريا منذ 1 من كانون الأول عام 2019.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :