يتكون دواء هيدروكسي كلوروكين من المادة الفعالة وهي الاسم العلمي له: “هيدروكسي كلوروكين سولفات” (HYDROXYCHLOROQUINE SULPHATE).
اكتُشف الكلوروكين في عام 1934 من قبل هانز أندرساج، واستُخدم للوقاية وعلاج الملاريِا، ولا تزال الآلية التي يعمل بها غير مفهومة بشكل جيِد، ولكن يبدو أنه يرتبط مع الحمض النووي (DNA) المسؤول عن نسخ المادة الوراثية التي تشكل أمرًا حيويًا لتكاثر الطفيلي، ومن شأن ذلك الارتباط إعاقة عملية النسخ والحد بذلك من تكاثر الطفيلي.
ويُستخدم أحيانًا لعلاج بعض الأمراض المعدية الأخرى، مثل التهاب شغاف القلب والحمى Q.
كما يستخدم هيدروكسي الكلوروكين لعلاج تقلصات العضلات التي تحدث في الليل، وذلك عن طريق إطالة الوقت الذي تستغرقه العضلة للانقباض، ومن ثم التخفيف من التشنج.
وتبين أن الكلوروكين يقلل من رد فعل الجسم في الأمراض المناعية، لذلك فهو يستخدم لعلاج عدد من أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الرثواني، والذئبة الحمامية الجهازية (Lupus) ضد الأعراض الجلدية وضد التهاب المفاصل، ويعطى لعلاج هذه الأمراض عادة كخط ثانٍ بعد فشل أدوية الخط الأول في معالجتها.
وفي عام 2004، نُشر تقرير يشير إلى أن الكلوروكين يعمل كمثبط فعال لتكاثر فيروس “كورونا” المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 1 (SARS- CoV) في المختبر، وفي أواخر كانون الثاني الماضي، ذكرت بعض الدراسات أن للكلوروكين وهيدروكسي كلوروكين تأثيرات مثبطة جيدة إلى حد ما على فيروس “كورونا المستجد” المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2، أو ما بات يعرف بـ”كوفيد-19″، وخلصت دراسة أخرى إلى أن هيدروكسي كلوروكوين أكثر فعالية من الكلوروكين وأكثر سلامة منه، ولكن أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا بهذا الشأن توضح فيه أن فاعلية عقار هيدروكسي كلوروكين في القضاء على فيروس “كورونا” ما زالت بحاجة للعديد من الاختبارات والتجارب.
وذكرت الدراسات أن آلية عمل هيدروكسي كلوروكين على فيروس “كورونا المستجد” تكون عن طريق أن فيروس “كورونا” يطلق مادته الوراثية في خلايا الشخص المصاب لكي تبدأ عملية التكاثر أو إنتاج المزيد من نسخ الفيروس، ولكي يقوم فيروس “كورونا” بهذه العملية عليه أن يخلع غلافه البروتيني، وهنا تأتي ألية عمل دواء هيدروكسي كلوروكين ودواء كلوروكين في أنه يعمل علي تثبيط ومنع الفيروس من خلع غلافه البروتيني.
معلومات صيدلانية
يتوفر دواء هيدروكسي كلوروكين في الصيدليات على شكل أقراص فموية (200 ملغ)، ويتوفر بديل هيدروكسي كلوروكين من المادة الفعالة كلوروكين الفوسفات التي تعمل بنفس فعالية مادة هيدروكسي كلوروكين سولفات (100 – 250 ملغ)، ويفضل أخذ القرص بعد الطعام تجنبًا لتهيج المعدة.
وتختلف الجرعة بحسب الاستطباب:
للوقاية من الملاريا: للبالغين 400 ملغ، وللأطفال 6.4 ملغ/ كغ من وزن الجسم، مرة واحدة في الأسبوع. وينبغي أن يبدأ العلاج قبل أسبوعين من دخول المنطقة المصابة بالعدوى والاستمرار لـ4- 6 أسابيع بعد الخروج منها.
لعلاج الملاريا: للبالغين 800 ملغ كجرعة أولى، ثم 400 ملغ بعد 6- 8 ساعات، ثم 400 ملغ في اليوم لليومين التاليين (المجموع أربع جرعات)، وللأطفال 32 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم وتقسيمها لجرعات على مدى ثلاثة أيام (12.8 ملغ/ كغ جرعة أولى ثم 6.4 ملغ/ كغ بعد 6– 8 ساعات ثم 6.4 ملغ/ كغ مرة في اليوم لليومين الثاني والثالث).
لعلاج الذئبة أو التهاب المفاصل الرثواني: 400 ملغ مرة واحدة أو مرتين في اليوم، وفي الاستخدام الطويل الأمد للوقاية 200– 400 ملغ يوميًا.
لعلاج “كورونا”: 400 ملغ كل 12 ساعة أي مرتين في اليوم الأول (جرعة تحميل) ثم 200 ملغ كل ثماني ساعات لمدة 5– 10 أيام حسب الاستجابة.
تحذيرات
قد يؤدي استخدام هيدروكسي كلوروكين إلى آثار جانبية عديدة: طفح وبثور وتقشر بالجلد مع بقع فيها صديد وزيادة حساسية الجلد من الشمس، ألم في البطن، غثيان وقيء، إسهال، فقدان الشهية، صداع، دوخة، تأثيرات غير مرغوب فيها على مستوى القرنية وعلى مستوى شبكية العين، عدم وضوح الرؤية، انخفاض حدة البصر، ظهور ضعف في العضلات، تشنجات، تغييرات في تخطيط القلب الكهربائي، فقدان الوزن، تغيرات مزاجية كالشعور بالتوتر، صعوبة في النوم، طنين في الأذنين، نزيف، ارتفاع في ضغط الدم، التهابات بالأعصاب الطرفية، علامات العدوى الخطيرة (مثل الحمى، قشعريرة شديدة، التهاب الحلق المستمر)، قلة الكريات الشاملة، وفقر الدم اللاتنسجي.
يمنع استخدام الدواء في الحالات التالية: عند وجود حساسية مفرطة لمكونات الدواء، مشكلات في تخطيط القلب أو نظم القلب، مرضى الوهن العضلي، مرضى الصرع، مرض بشبكية العين، البورفيريا، مشاكل خطيرة بالمعدة والأمعاء.
يجب الحذر عند استخدامه في الحالات التالية: عند وجود ضعف بوظائف الكلية أو الكبد، صدفية جلدية، نقص أنزيم “G6PD” لأنه يمكن أن يسبب فقر الدم الانحلالي لدى هؤلاء المرضى.
يجب معايرة الأنزيم “G6PD” ومراقبة القدرة البصرية (كل ستة أشهر) في أثناء العلاج.
يجب عدم استخدامه من قبل الحومل (فئة C)، إذ ينتقل هذا الدواء عبر المشيمة، ويمكن أن يسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه للجنين، مثل العمى، الصمم، وتشوهات أخرى.
ينتقل هذا الدواء إلى حليب الأم ومن المحتمل ان يؤثر على الرضيع، لذا فمن المفضل عدم تناول الدواء من قبل المرضع أو التوقف عن الإرضاع عند استخدامه.