أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن بلادها ستركز خلال رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي، التي ستبدأ مطلع شهر تموز المقبل، على محاربة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) وتداعياته، إلى جانب قضية التغير المناخي.
وخلال كلمة لها، السبت 25 من نيسان، أشارت ميركل إلى تغير خطة ألمانيا لرئاسة الاتحاد إثر تفشي فيروس “كورونا” الذي بات يحتل الأولوية الكبرى على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي في الفترة المقبلة.
ولفتت ميركل إلى أن مكافحة الفيروس ستهيمن على جميع نواحي الحياة في أوروبا طالما لم يتم إيجاد لقاح له.
وستروج ألمانيا لفكرة وجود “نظام أوروبي فعال للرعاية الصحية لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”، وفقًا لميركل.
وإلى جانب ذلك ستنال قضايا البيئة نفس درجة الأهمية، وقالت ميركل بهذا الصدد، “نحن نفكر في المستقبل وهذا يعني قضايا المناخ والبيئة”.
وأضافت ميركل أن المواضيع المتعلقة بالتجارة المشتركة، والحد الأدنى للضرائب، وضريبة المعاملات المالية، والنقل الجوي والبحري، ستكون على أجندة الأعمال، “حتى يتحقق في نهاية الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي المزيد من الوحدة الأوروبية، ولكي تكون أوروبا متأقلمة بشكل أكبر مع القرن الحادي والعشرين مما هي عليه الآن”.
وتطرقت المستشارة الألمانية إلى أهمية وجود صناديق مشتركة، وخطط تضامنية بين دول الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنه لن يكون بمقدور ألمانيا أن تكون قوية من الناحية الاقتصادية والصناعية في حال انهيار اقتصاد الدول الأخرى.
وتعهدت ميركل أن تكون مشاركة ألمانيا أكبر في برنامج التحفيز الاقتصادي بعد انتهاء الأزمة، موضحة أن البرنامج سيشمل الاستثمار في مجالات حماية المناخ، والرقمنة، والقدرات الاستراتيجية.
واتفق وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، في 9 من نيسان الحالي، على خطة إنقاذ بقيمة 500 مليار يورو، لدعم الأعضاء الأكثر تضررًا من تداعيات انتشار فيروس “كورونا”، ستخصص بشكل رئيس للتكاليف الناجمة عن مواجهة الفيروس.
وعلّق مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي، باولو جينتيلوني، على الاتفاق الذي اعتبر أنه يمثل شكلًا من أشكال التضامن الأوروبي بالقول، “توصلنا إلى اتفاق يتضمن حزمة غير مسبوقة في حجمها لدعم النظام الصحي وتوفير السيولة للشركات وتمويل أي خطة إنعاش”.
كما رحب وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، في تصريحات صحفية، بالاتفاق واصفًا إياه بـ”الممتاز” لما سيتيحه من مساعدات مالية عاجلة، وقال في هذ الصدد، إن “الاتفاق يمثل يومًا مهمًا للاتحاد الأوروبي”، مضيفًا “أوروبا أخذت قرارها وهي جاهزة لمواجهة خطورة الأزمة”.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الوزراء الألماني في جلسة خاصة، يوم الأربعاء المقبل، جدول أعمال الرئاسة الألمانية للاتحاد، بحضور الأمين العام للمجلس الأوروبي.
وتتولى ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مع بداية شهر تموز المقبل، وذلك للمرة الأولى منذ 13 عامًا.