أنهى الاتحاد الهولندي لكرة القدم (KNVB) موسم 2019-2020، دون تحديده بطل الدوري أو وصيفه أو الأندية التي ستهبط إلى دوري الدرجة الثانية أو تلك التي ستصعد منها، ليصبح الدوري الهولندي أول دوري أوروبي كبير يلغى بشكل رسمي ونهائي جراء فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19).
وقال الاتحاد في بيان له نشره أمس، الجمعة 24 من نيسان، “للأسف في ضوء الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة والتي حظرت التجمعات واسعة النطاق، أصبح من المستحيل إنهاء موسم 2019-2020”.
واعتبر البيان أن الصحة العامة دائمًا تأتي أولًا، وأنها ليست مجرد مشكلة في كرة القدم هنا نظرًا لما يفعله الفيروس بالمجتمع، مشيرًا إلى أن القرار هذا سيسبب خيبة أمل كبيرة للبعض.
وتوقف دوري الدرجة الأولى في هولندا في 13 من آذار الماضي، بعد خوض غالبية الفرق الـ18 فيه، 26 مباراة من 34 مرحلة مقررة.
لا بطل ولا هبوط ولا ترقية
لم يحدد الاتحاد الهولندي لكرة القدم في بيانه من سيكون البطل في الموسم الحالي، والذي يشهد تنافسًا بين آياكس أمستردام، وألكمار.
ويتشارك ألكمار الصدارة بعدد النقاط مع حامل اللقب للموسم الماضي آياكس، لكن آياكس يتقدم بفارق الأهداف.
ويتصدر آياكس برصيد 56 نقطة من 25 مباراة، بفارق الأهداف عن أي زي ألكمار (25 مباراة).
وتعتبر هذه المرة الأولى منذ عام 1945 التي ينتهى فيها الموسم الهولندي بدون بطل الدوري.
وعلى صعيد الهبوط إلى الدرجة الثانية، أكد الاتحاد الهولندي أن الموسم المقبل من البطولة المحلية سيقام بمشاركة الأندية الـ18 نفسها، موضحًا “لن يكون ثمة هبوط (إلى الدرجة الثانية) أو صعود (إلى الأولى)”.
وسبق لأندية عدة أن حذرت من اللجوء إلى القضاء في حال إنهاء الدوري بشكل مبكر، لاسيما تلك التي كانت تنافس على مقعد في “يوروبا ليغ”، أو الصعود إلى دوري الأضواء على الصعيد المحلي.
ومن المتوقع أن يواجه الاتحاد الهولندي إجراءات قانونية من قبل ناديي سي إس كامبور، ودي جرافشاب، وهما أفضل ناديين في الدرجة الثانية.
استنكار مبطن وآخر صريح… زياش حزين وغاضب
شهد هذا القرار استنكارًا من قبل بعض إداري نادي أياكس بشكل مبطن، ولاعبه البارز، حكيم زياش، بشكل صريح وواضح، خاصة مع فقدانه إمكانية وداع جماهيره.
وقال الرئيس التنفيذي لأياكس، والحارس السابق لنادي مانشستر يونايتد، إدوين فان دير سار، لموقع النادي على الإنترنت، “كلاعب وكنادٍ تريد بطبيعة الحال أن تصبح بطلًا”، مضيفًا أنه كان يرغب في إظهار ذلك على أرضية الملعب وأن فريقه كان في القمة على مدار السنة.
وعبر فان دير سار عن استيائه، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس” اليوم، السبت 25 من نيسان، بقوله، “من المؤسف أنك لم تعلن بطلًا، ولكن في هذه الحالة قد يكون هذا الأمر مفهومًا، هناك أشياء أكثر أهمية في الوقت الحالي من كرة القدم”.
وقال رئيس نادي كامبور في الدرجة الثانية، والقريب من التأهل للأولى، هينك دي جونغ ، “هذا يبدو كأكبر عار في تاريخ الرياضة الهولندية”.
بينما انتقد اللاعب في أياكس حكيم زياش، قرار إلغاء الدوري الهولندي، وعدم احتساب ناديه بطلًا للمسابقة رغم تصدره، واصفاً هذه الخطوة بأنها “هراء”.
وقال الدولي المغربي في تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، “ما هذا الهراء الذي سمعته؟ نحن في الصدارة في كل الأحوال، كل القصص التي تقول إن ألكمار يستحق اللقب لأنهم تغلبوا علينا مرتين، هي مجرد كلام فارغ”.
وتحدث مضيفًا، “أين فارق الأهداف؟ لا تحتسبونه الآن؟ كيف صار ألكمار بطلًا للدوري في 2007؟ بنفس الطريقة، بفارق هدف وحيد عن أياكس”.
وأوضح زياش أن فريقه ليس بطلًا رسميًا للمسابقة، ولكنه كان يفضل الفوز به على أرضية الملعب، لكن مع هذا التطور يجب اختيار بطل واحد للدوري، وبالنسبة له سيكون هذا البطل فريق أياكس لأنه هو المتصدر.
وأعلن نادي تشيلسي، تعاقده بشكل رسمي مع المغربي الدولي حكيم زياش، في شهر شباط الماضي مقابل 37.8 مليون جنيه إسترليني، على أن ينضم للفريق في نهاية الموسم الحالي.
وبعد إلغاء مسابقة الدوري الهولندي، أصبح زياش جاهزًا لخطوته الجديدة مع النادي اللندني، ولكنه لن يتمكن من المشاركة مع تشيلسي في أي مباراة هذا الموسم في حال استئناف المسابقات في إنجلترا من جديد.
من سيتأهل لدوري الأبطال والدوري الأوروبي في هولندا؟
وسيتأهل أياكس للمشاركة مباشرة في دوري المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، رغم أن هذه الخطوة تحتاج إلى موافقة نهائية من الاتحاد القاري، ستقرر من قبله في 25 من أيار المقبل.
أما النادي المنافس الذي يتشارك الصدارة بعدد النقاط مع آياكس ويخسرها نظرًا للأهداف، أي زي ألكمار، فسيخوص الأدوار التأهيلية للمسابقة القارية، بحسب ما جاء في البيان.
وكان حامل اللقب أياكس أمستردام يتصدر برصيد 56 نقطة من 25 مباراة، بفارق الأهداف عن أي زي ألكمار (25 مباراة).
وبحسب الترتيب الحالي للدوري، ستشارك أندية فينورد روتردام، بي إي في آيندهوفن، وفيليم تيلبورغ في مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”.
وكان الاتحاد القاري قد أبدى في الفترة الماضية رغبته في إنهاء كل البطولات الوطنية موسمها من دون إلغائها بشكل مبكر.
ورأى الاتحاد بعد اجتماع للجنته التنفيذية الخميس الماضي، 23 من نيسان، أن التأهل إلى نسخة الموسم المقبل من دوري الأبطال يجب أن يكون على “أساس الجدارة الرياضية”، في حال لم يكن ممكنًا إنهاء موسم 2019-2020 محليًا.
ماذا عن الدوريات الأخرى؟
من المتوقع أن يتخذ الدوري البلجيكي للمحترفين قرارًا مشابهًا لقرار جيرانه الهولنديين الأسبوع المقبل، مع منح نادي كلوب بروج اللقب.
بينما تستعد ألمانيا لاستئناف الدوري الألماني، في 9 من أيار المقبل، خلف أبواب مغلقة، إذا أعطت الحكومة الضوء الأخضر، لهذا عادت بعض الفرق للتدرب بشكل جماعي فعلًا، وأولهم بايرن ميونخ.
ويمكن للاعبين في فرنسا البدء في العودة إلى التدريب الجماعي اعتبارًا من 11 من أيار المقبل، إذا خففت السلطات قيود الإغلاق، في حين يخطط الدوري الإسباني أيضًا لاستئناف الأندية للتدريب في وقت مبكر من الشهر المقبل.
في حين لم تعلن أي تواريخ محتملة لإعادة تفعيل البطولات الكروية في إيطاليا أو إنجلترا، حتى إعداد التقرير.