أكوام من الحجارة يبلغ متوسط وزنها نحو نصف طن، صور وأخبار تناقلتها عدسات الناشطين في مدينة حلب بعد سقوط مئذنة الجامع الأموي، في 24 من نيسان 2013، بعد نحو 980 عامًا من شموخها، كأحد أبرز معالم المدينة المعمارية.
ومع دخول شهر رمضان الحالي يكون المسجد وصل إلى رمضان ثامن على التوالي دون مئذنته، إضافة إلى دمار طال أجزاء واسعة منه نتيجة المعارك التي بدأت بين قوات النظام وفصائل المعارضة عام 2012، وانتهت بسيطرة قوات النظام على المدينة في كانون الأول 2016.
ما زالت مراحل إعادة ترميم المسجد تسير ببطء شديد، وانتهت عمليات الإصلاح الخارجية للمسجد، وانتقلت إلى داخله بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
شُيّدت المئذنة نحو عام 1094 ميلادي، في العهد السلجوقي، في حين بُني المسجد في عهد الدولة الأموية عام 717 ميلادي.
يبلغ طول المئذنة 45 مترًا حتى شرفة المؤذن، وهي مربعة الشكل، طول ضلعها 4.95 متر، وترتفع على خمسة مستويات لتُتوّج بشرفة المؤذن.
اتهامات متبادلة
انهارت المئذنة عام 2013، نتيجة احتدام المعارك في مدينة حلب للسيطرة عليها بين فصائل المعارضة وعلى رأسها “لواء التوحيد” من جهة، وقوات النظام من الجهة الأخرى.
وتبادلت أطراف الصراع الاتهامات حول أسباب سقوط المئذنة، إذ اتهم ناشطون قوات النظام بتدميرها عمدًا، ونقلوا عن مقاتلين في صفوف المعارضة، اتهامهم لقوات النظام بتفخيخ الجامع بالألغام عند انسحابها.
بينما قالت وكالة “سانا”، حينها، إن عناصر من “جبهة النصرة” فجروا المئذنة.
الجامع الأموي
أحد أكبر وأقدم المساجد في مدينة حلب، يقع في حي الجلوم، وأُدرج على قائمة مواقع التراث العالمي عام 1986.
يبلغ طول المسجد 105 مترات وعرضه نحو 77 مترًا، ويشبه إلى حد كبير في مخططه وطرازه الجامع الأموي الكبير بدمشق.
رممه السلطان نور الدين زنكي عام 1159 ميلادي إثر حريق دمر المسجد، وفي عام 1260 دمر المغول أجزاء واسعة منه.
أجرى بعدها المماليك إصلاحات فيه، وأدخلوا عدة تعديلات عليه.
للمسجد أربعة أبواب، شمالي قرب مكان المئذنة، وغربي يطل على شارع المساميرية، وشرقي ينفذ إلى سوق المناديل، وجنوبي قرب سوق النحاسين، وله صحن واسع محاط بثلاثة أروقة.
–