عنب بلدي
بدأت فصائل المعارضة في حلب عملياتها ضد مواقع الأسد في المدينة بهدف تحريرها كاملةً، مسيطرةً الجمعة 3 تموز على أبنية البحوث العلمية أبرز مقرات الأسد في المنطقة، وناقلةً المعارك إلى تخوم الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرته.
وفي ظلّ اشتعال الجبهات كشفت صورٌ نشرها مقاتلو الأسد تعذيب وحرق جثثٍ لأسرى الجيش الحر، بينما أكدت غرف عمليات المعارضة على تأمين المدنيين وعدم التعرض لهم والتعامل مع الأسرى وفق أحكام المجلس القضائي.
غرفتا عمليات
وأعلنت غرفة عمليات «أنصار الشريعة» بدء المعارك لتحرير حلب، مشيرةً إلى «ميثاق مشترك لإدارة حلب بعد التحرير وفق أحكام الشرع الحكيم» بحسب بيان صدر الخميس.
وتضمّ غرفة الأنصار 13 فصيلًا إسلاميًا، أبرزهم جبهة النصرة، حركة أحرار الشام، كتائب أبو عمارة، كتائب فجر الخلافة وجبهة أنصار الدين.
بينما تعمل غرفة عمليات «فتح حلب»، المكونة من 31 فصيلًا، منذ شهرين تقريبًا على نفس الأهداف، لكنّ هجومًا لتنظيم «الدولة الإسلامية» على الريف الشمالي للمحافظة، أدى إلى توقف المعارك جزئيًا على جبهات الأسد.
واستأنفت غرفة عمليات «الفتح» عملياتها وفق بيان مصور للرائد ياسر عبد الرحيم، الناطق الرسمي باسم الغرفة، ليصل عدد الفصائل المشاركة في المعارك إلى أكثر من 40 فصيلًا.
وأعلنت فصائل المعارضة فور بدء المعارك التقدم في جمعية الزهراء غربي المدينة، والسيطرة على عدة مبانٍ وحواجز عسكرية على أطراف الحي، بعد تمهيد ناري من الدبابات والمدفعية الثقيلة.
البحوث العلمية «حرة»
وسيطرت المعارضة على مجمع البحوث العلمية يوم الجمعة، بعد معارك استمرت أقل من 24 ساعة، وهو من أهمّ مقرات الأسد في المنطقة، ويتألف من 5 أبينة تعمل على لتطوير وتعديل الأسلحة والآلات العسكرية، كما يعتبر خط الدفاع الأول عن الأحياء الغربية لحلب.
وأوضح أبو محمد الحلبي، وهو ناشط ميداني من حلب، أن السيطرة على البحوث ستمكن الفصائل من دخول حي حلب الجديدة، ثم التوغل نحو حي الفرقان وصولًا إلى مركز المدينة، لكنه أشار في حديثٍ إلى عنب بلدي إلى صعوبة العمل العسكري في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان «حرب الشوارع ستطول في حلب، ونتخوف من اتخاذ المدنيين دروعًا بشرية».
واستطاعت المعارضة خلال حزيران الفائت إحكام السيطرة على حي الراشدين ودوار الليرمون من الجهة الغربية أيضًا، ما يعني أنها أصبحت اليوم على خطوط المواجهة الأولى لاقتحام الأحياء.
حرب «الأخلاق».
وأعلنت غرفة عمليات «فتح حلب» في بيان لها السبت 4 تموز، عن عدة مبادئ ألزمت بها جميع الفصائل المنضوية تحتها، وأبرزها «عدم التعرض للمدنيين بمختلف طوائفهم في دمائهم وأموالهم ويستثنى من ذلك من ثبت تعاونه ومشاركته في جرائم النظام»، مؤكدةً أن التعامل مع «الأسرى والمعتقلين سيكون من خلال اللجنة الشرعية القضائية، ويترك لمجلس الشورى اختيار الأنفع لمصلحة المسلمين من حيث تنفيذ الأحكام الصادرة على المجرمين أو مبادلتهم».
وأكدت الغرفة على بقاء العاملين في الدوائر والمؤسسات الحكومية الخدمية على رأس عملهم، مانعةً جميع الفصائل من إقامة مقرّات عسكرية وما يتبعها في المناطق المحرّرة في الممتلكات الخاصة أو في المؤسسات العامة (المدنية والعسكرية).
في المقابل، أظهرت صورٌ نشرها مقاتلون ومسلحون موالون في جمعية الزهراء، حرق جثث لمقاتلين من المعارضة قتلوا خلال الاشتباكات الأخيرة وتمكنت قوات الأسد من سحب جثثهم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما نشر مراسل التلفزيون السوري الرسمي، شادي حلوة، السبت، صورًا تجمعه مع أسرى من الجيش الحر معلقًا «سيلفي والإرهابيين خلفي»، وأضاف «تتابعون بعد نشرة الـ 8 والنصف على شاشة الفضائية السورية اعترافات الإرهابيين المرتزقة الذين قام عناصر جيشنا الباسل بأسرهم خلال محاولتهم التسلل إلى منطقة الزهراء».
وتعتبر حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، وتنقسم منذ ثلاث سنوات إلى أحياء شرقية تحت سيطرة المعارضة وغربية بقبضة الأسد؛ وبسيطرة المعارضة عليها فإن وجود نظام الأسد سينحسر في محور دمشق الساحل، خصوصًا مع معارك يخوضها الجيش الحر لتحرير محافظة درعا جنوبًا.