تسير القوات الروسية في ريف الحسكة بخطى متسارعة للتوسع أكثر في المحافظة، مستغلة وجودها الذي فُرض في المنطقة نتيجة اتفاق مع تركيا، في 22 من تشرين الأول الماضي، أدى إلى وقف معركة “نبع السلام” التركية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، في منطقة شرق الفرات.
وتعمل روسيا منذ نحو شهرين ضمن مسارين متوازيين، لتحقيق أهدافها في ريف الحسكة، على الرغم من مراقبة أمريكا كل تلك التحركات.
تغلغل في العشائر والمجالس
ترى روسيا في التقرب من العشائر العربية، وحتى الكردية الموجودة في منطقة شمال شرقي سوريا، فرصة لتوسعة نفوذها والتغلغل أكثر في تلك المجتمعات.
وشهدت الفترة الماضية عقد ضباط من القوات الروسية اجتماعات مع وجهاء وشيوخ من العشائر في ريف الحسكة.
أحدث تلك الزيارات كانت لشيخ عشيرة “حرب”، محمود منصور العاكوب، الذي استقبل في مضافته بمدينة القامشلي، في 19 من نيسان الحالي، ضباطًا من قوات النظام، وآخرين من روسيا.
وتحدثت صفحات محلية، أن “حرب” تبرأت العام الماضي من تصرفات العاكوب، وذلك على خلفية علاقته الوثيقة مع قوات النظام و”الحرس الثوري” الإيراني.
ولفتت إلى أن العاكوب زار إيران أواخر عام 2019، ضمن وفد من العشائر الموالين للنظام السوري، والتقى بمسؤولين إيرانيين.
وسبق للقوات الروسية أن زارت بلدة عامودا بريف الحسكة للقاء المجلس المحلي فيها.
وكانت الرئيسة المشتركة لمجلس ناحية عامودا، سلمى حسين، قالت في تصريحات صحفية، في 18 من نيسان الحالي، إن وفدًا روسيًا برئاسة مسؤول قوات حفظ السلام في المنطقة، زار عامودا وناقش طبيعة عمل المجالس المحلية في المنطقة والوجود الروسي.
وأضافت أن الوفد الروسي التقى بجميع مسؤولي المجالس في المنطقة، مبديًا استعداده لتقديم المساعدات اللازمة لتلك المجالس.
وإلى جانب عامودا، زار الوفد الروسي بلدة تل تمر، والتقى بوجهاء العشائر وأعضاء المجالس المحلية فيها، ووعدهم بالإسراع بحل مشاكلهم الخدمية.
تعزيزات عسكرية
إلى جانب تحركاتها للتغلغل في ريف الحسكة سياسيًا، استقدمت روسيا في نهاية آذار الماضي وبداية نيسان الحالي، عشرات الجنود إضافة إلى عربات عسكرية.
وأرسلت روسيا قبل نحو أسبوعين قافلة عسكرية ضمت أكثر من 50 شاحنة عسكرية ودبابة وناقلة جنود، خرجت من مدينة عين عيسى بريف الرقة، وتوجهت إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة، ومنها إلى مدينة القامشلي عبر الطريق الدولي “M4”.
وكانت هذه القافلة تمر من أمام دوريات أمريكية راقبتها دون اعتراض، على عكس ما كان يحدث خلال الأشهر الماضية، حتى دخولها إلى مطار القامشلي الخاضع لسيطرة النظام السوري.
كما عززت روسيا وجودها قرب مطار القامشلي، حيث يوجد نحو 200 جندي روسي، وعشرات العربات المدرعة والدبابات إلى جانب ست مروحيات، كما يتخذ الضباط الروس الفيلات القريبة من المطار مقرات لهم، بعد أن وضعوا يدهم عليها، وفق وكالة “الأناضول” التركية.
وكشفت “الأناضول”، عن إفشال التحالف الدولي مخططًا روسيًا لإنشاء مجموعات مسلحة من عناصر محلية تابعة لها في منطقتي عامودا وتل تمر بريف الحسكة.
ووفق المخطط، فإن المرحلة الأولى كانت تتضمن تجنيد 400 شاب، حيث كان سيتولى مسلحون من “وحدات حماية الشعب” (الكردية) تدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة بإشراف روسي.
لكن التحالف الدولي، وفق الوكالة، تدخّل لإفشال المخطط بعد إطلاقه، وقام ضباط أمريكيون بزيارات متكررة لتل تمر، لثني سكانها عن إرسال أبنائهم للنقاط الروسية، كما قال الضباط إن روسيا تريد تحويل الشبان لمرتزقة يقاتلون لحسابها في ليبيا.
–