ظهرت بوادر انقسام في “الحشد الشعبي” العراقي بعد أمر رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبد المهدي، بفك أربعة ألوية ارتباطها وإلحاقها بالقوات العراقية.
وجاء في بيان صادر عن المهدي قبل أيام، “قررنا ربط الألوية 2 و11 و26 و44، إداريًا وعملياتيًا بالقائد العام للقوات المسلحة، وستنظم بقية التفاصيل بأمر لاحق”.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الخميس 23 من نيسان، فإن الألوية الأربعة هي “لواء أنصار المرجعية” و”فرقة العباس القتالية” و”فرقة الإمام علي القتالية” و”لواء علي الأكبر”، التي شكلتها العتبات الدينية في كربلاء والنجف بفتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني في عام 2014.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيستاني قلق من “طبيعة المهام التي يضطلع بها الحشد الشعبي بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة، ومن الانقسامات داخل هيئته نتيجة توزع ولاءات فصائله بين جماعات تطيع مرجعية النجف، وأخرى تجاهر علنًا بطاعتها لمرجعية المرشد الإيراني، علي خامنئي”.
يأتي ذلك بعد أربعة أشهر على اغتيال نائب رئيس هيئة “الحشد” أبو مهدي المهندس، إلى جانب القيادي البارز وقائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، إثر غارة جوية استهدفت موكبهما على طريق مطار بغداد الدولي، مطلع العام الحالي.
ويعتبر رئيس أركان “الحشد” الجديد، عبد العزيز الحميداوي، الملقب بـ”أبو فدك”، المرشح الأبرز لخلافة المهندس، وهو محسوب على الجناح الموالي لإيران، ومن هنا قد يأتي الهدف من فك الارتباط لعدم الاصطدام لاحقًا، بحسب الصحيفة.
وأُسس “الحشد الشعبي” في حزيران 2014، بناء على فتاوى مرجعيات شيعية عراقية، ويتكون من 67 فصيلًا مقربًا من طهران، ثم انضوى رسميًا تحت الجيش العراقي.
كما تشارك تحت رايته ميليشيات، أبرزها “حركة النجباء”، التي تقاتل بدورها إلى جانب قوات النظام، في معارك ضد المعارضة السورية.
وكان له دور بارز في طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدن والمناطق العراقية، آخرها مدينة الموصل.
ويبلغ عدد قوات “الحشد” حوالي 130 ألف مقاتل، يشكلون 45 فصيلًا، تضم 30 ألف مقاتل سني، أما بقية تشكيلاته فتسهم فيها فصائل متعددة منها منظمة “بدر” بنحو 24 ألف مقاتل، بحسب تصريح سابق للقيادي في “الحشد” كريم النوري، لـ”BBC”.
وشهدت الأشهر الماضية قصف “الحشد الشعبي” السفارة الأمريكية في بغداد، عقب ضربات جوية أمريكية قواعد تابعة لـ”الحشد”.
–