أحمد الشامي
تطالعنا يوميًا وسائل اﻹعلام بـ «اختراعات» داعشية جديدة في أمور التعذيب واﻹعدام. المتابع غير المطلع قد يظن أن «الخليفة البغدادي» يمضي وقته في اجتراح وسائل تعذيب جديدة لم يسبقه إليها عتاة القتلة والسفاحين.
أحدث إبداعات الخليفة السادي كان قطع رأس امراتين بتهمة «السحر» مع زوجيهما.
تهمة «السحر» غريبة على التراث اﻹسلامي، ولكنها كانت سائدة في العصور الوسطى في أوروبا، حيث أحرقت الآلاف من النسوة… والقطط، بتهمة السحر.
إحراق القطط كان السبب في انتشار الطاعون لأن القوارض «أخذت راحتها». الكنيسة اعتبرت الداء «عقابًا إلهيًا» يستوجب التشدد في الدين، فازدهرت «محاكم التفتيش» التي كانت مهمتها البحث عن المرتدين والمارقين والسحرة… والقطط.
بإمكاننا أن نوفر على الخليفة عناء البحث وتركه يستمتع بثروته وبنسائه من السبايا و «ما ملكت يمينه» ونسرد له بعض «مخترعات» عصر التفتيش:
«كرسي يهوذا» ذو الخازوق المثبت في قمة هرم، «عصّارة الرؤوس»، و «مقص الزواحف» إلخ… الساحرات كن يتعرضن للحرق وهن أحياء خشية أن يعدن للحياة لو بقي جزء من جسدهن سالمًا.
لعل «إجاصة البابا» التي ابتكرها «بولص الثالث» هي اﻷكثر طرافة، وهي عبارة عن «إجاصة» ميكانيكية يتم إدخالها في «إست» الشاذين جنسيًا ثم يتم توسيعها تدريجيًا بحيث تتمزق عضلات الشرج، وفي النهاية إما أن يموت التعيس أو يمضي بقية أيامه في «الحفاضات».
«البغدادي» سوف يدخل التاريخ إذًا عبر تحديثه لطرق التعذيب وليس كمخترع أصيل.
«الاختراع» الذي سيدخل التاريخ هو «داعش» ذاتها! اﻹنسانية لم تشهد مثيلًا لهذه الظاهرة التي جمعت المجد من أطرافه، فأين اجتمعت نذالة عصابة الحشاشين ووحشية «تيمورلنك» مع بربرية محاكم التفتيش الكنسية؟ أيضًا، في «داعش» يتعايش ضباط مخابرات «صدام» مع عملاء الولي الفقيه واﻷسد جنبًا إلى جنب مع متشددين ومهووسين من بلاد الله الواسعة.
«داعش» ابتكار «أوبامي» مدهش، فمن يجاهرها بالعداء والقصف، يساندها سرًا، وهي تقتل وتعذّب من تدعي حمايتهم!
في النهاية، علينا أن نذكّر الخليفة العتيد وأشباهه أن بربرية الكنيسة ووحشيتها أوصلت المسيحيين إلى العداء للدين المسيحي وكانت السبب في اﻹصلاح الديني وزوال السلطة الكنسية والمسيحية السياسية.