عنب بلدي – ريف حلب
يعاني نازحو مخيم “الأزرق” بريف حلب الشمالي من غياب الخدمات الأساسية والبنية التحتية عن مخيمهم، كقلة المياه والخبز وغياب الخدمات الطبية والصحية بشكل كامل.
تحدث عدد من سكان المخيم الواقع بمدينة الباب عن مجموعة من المشاكل والخدمات الغائبة عن مخيمهم في حديث لبرنامج “شو مشكلتك”، الذي تعرضه جريدة عنب بلدي، عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي يومي الاثنين والجمعة من كل أسبوع.
وبحسب استطلاع أجراه البرنامج، فقد أجمع السكان على أن تخديم المخيم سيئ جدًا ويكاد يكون معدومًا، كما يعانون شحًا في توفر الأدوية والمياه وقلة كميات الخبز الموزعة.
مشكلة الخبز
أكد نازحون من المخيم، لعنب بلدي، أن كميات الخبز غير كافية وقليلة جدًا، ما يدفعهم لتناول الخبز اليابس، فضلًا عن ارتفاع سعره.
وتوزع المنظمة المسؤولة عن توفير الخبز للمخيم كميات قليلة جدًا من المادة، حيث تخصص 450 ربطة لـ350 عائلة.
وتحصل كل عائلة مكونة من عشرة أفراد على ربطة واحدة، بحسب ما ذكره مدير مخيم “الأزرق”، ياسر درويش، لعنب بلدي.
مشكلة المياه
أجمع أهالي المخيم على شح كميات المياه وقلة ساعات توفرها واقتصارها على ساعة واحدة صباحًا وأخرى مساء، وهي لا تتناسب مع الكثافة السكانية في المخيم.
وتغيب خدمات الصرف الصحي عن المخيم، وتفتفر لأدنى مقوماتها الأساسية، وعلى سبيل المثال لا تحتوي الحمامات على أسقف، ولا توجد مغاسل بل صنبور واحد فقط لغسل اليدين، وهو ما يتسبب بمخاوف من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وذكر مدير المخيم أن كثيرًا من خدمات المخيم مقتصرة على جهود فردية، ومنها إسهام أحد المتبرعين بحفر بئر، لكنه لا يسد حاجة ربع قاطني المخيم.
وأضاف، “نعاني من انقطاع المياه وما يترتب عليه من معاناة في الحمامات والتنظيف، ونجلب الصهاريج بجهود شخصية على نفقة الأفراد، لأن إدارة المخيم ذاتية ولا نتلقى التمويل”.
وتبلغ تكلفة صهريج المياه نحو عشر آلاف ليرة سورية، بحسب ما ذكره بعض أهالي المخيم لعنب بلدي.
الخدمات الطبية
يجد نازحو المخيم صعوبة في التداوي، ويشكون من ارتفاع تكاليف الخدمات الطبية إن وجدت، وذلك بسبب انعدام الأطباء.
وفي حديث لعنب بلدي، قال الصيدلاني المقيم في مخيم “الأزرق” زيدان زيدان، إن المخيم “غير مخدم طبيًا أبدًا، ولا توجد فيه أي نقطة طبية، بالرغم من أنها أساسية لوجود أطفال”.
وأضاف، “لا نستطيع تأمين بعض الأدوية للمرضى، خاصة علاجات ذوي الأمراض المزمنة والأطفال، بسبب قلة ذات اليد وبعد المخيم عن المناطق المخدمة، إضافة إلى قلة إنتاجية معامل الأدوية”.
ويفتقر المخيم إلى الأدوية الإسعافية، وتعتبر ضرورية لوجود المخيم بمنطقة برية، ما يعرض قاطنيه للإصابة بلدغات العقارب أو الأفاعي.
ومع غياب المياه والكوادر الطبية عن المخيم، فإنه معرض لانتشار فيروس “كورونا”، وسيكون من “المستحيل” ضبط انتشار العدوى، بحسب الصيدلاني.
وعود
في حديث لعنب بلدي، قال مدير المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة الباب، إيهاب الراجح، إن مخيم “الأزرق” أُنشئ من جهة خارج المجلس المحلي.
وأضاف أنه “بعد إنشاء حوالي 100 خيمة، أخبرنا مختار منقطة الأزرق بوجود خيم في المنطقة بعد العمليات العسكرية ونزوح أهلنا من إدلب، فتوجهنا إلى المخيم، وأحصينا النازحين”.
واقتصرت مساعدات المكتب الإغاثي على تقديم الخبز للنازحين خلال الأيام الأولى لوصولهم، إضافة إلى سلة غذائية (77 كيلوغرامًا) لكل عائلة منذ نحو 20 يومًا، ووعد مدير المكتب بدفعة جديدة من المساعدات (منظفات وألبسة) للمخيم خلال الأيام المقبلة.