“الصليب الأحمر”: آثار “مدمرة” لتفشي “كورونا” بمناطق النزاعات في الشرق الأوسط

  • 2020/04/17
  • 10:23 ص
حملة توعية من أجل فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19)، أجرتها مديرية الصحة في محافظة إدلب شمالي سوريا، بأماكن تواجد النازحن، خصوصًا المخيمات والمدارس الواقعة بقرية شيخ بحر وماحولها- 19 من آذار (عنب بلدي)

حملة توعية من أجل فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19)، أجرتها مديرية الصحة في محافظة إدلب شمالي سوريا، بأماكن تواجد النازحن، خصوصًا المخيمات والمدارس الواقعة بقرية شيخ بحر وماحولها- 19 من آذار (عنب بلدي)

حذرت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” من تداعيات تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في مناطق النزاعات بالشرق الأوسط، مشيرة إلى أنها قد تكون بمثابة زلزال اقتصادي واجتماعي، خاصة في سوريا والعراق واليمن.

وفي بيان لها صدر أمس، الخميس 16 من نيسان، قالت اللجنة إن انتشار فيروس “كورونا” في الشرق الأوسط “يهدد بتدمير حياة ملايين الأشخاص ممن يعانون الفقر بالفعل في مناطق الصراعات، وقد يفجر اضطرابات اجتماعية واقتصادية”.

وأضافت اللجنة أن إجراءات العزل المفروضة للحد من انتشار الفيروس “تجعل من الصعب، وربما من المستحيل، على كثيرين توفير سبل العيش لأسرهم”.

مدير العمليات لمنطقة الشرق الأوسط والأدنى في المنظمة، فابريزيو كاربوني، قال من جانبه في لقاء مع وكالة “رويترز”، إن “الشرق الأوسط يواجه اليوم تهديدًا مزدوجًا يتمثل في احتمال تفشي فيروس (كورونا) على نطاق واسع في مناطق الصراع، وتفاقم الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية. وقد تكون للأزمتين تداعيات إنسانية بالغة”.

وأضاف كاربوني، “إلى جانب الصراعات والعنف، سيتعين عليهم التعامل مع التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للجائحة. وهذا أمر مخيف في الحقيقة”.

تداعيات “كورونا” في سوريا

ووسط معاناة الملايين في الدول المنكوبة بالصراعات في منطقة الشرق الأوسط من نقص الرعاية الطبية والغذاء وتضرر البنية التحتية وارتفاع الأسعار، لفتت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” في بيانها إلى أن ملايين السوريين الذين اضطروا للنزوح داخل بلادهم أو اللجوء إلى تركيا ولبنان والأردن معرضون للخطر بشكل خاص.

وطوال فترة الصراع الدائر في سوريا، والذي دخل عامه العاشر، تعرضت البنية التحتية الصحية، والعاملون في القطاع الصحي “لاستهداف متعمد”، ما “أضعف الاستجابة الجمعية” لفيروس “كورونا”، وفقًا لكاربوني.

وأكد كاربوني على ضرورة استمرار عمل مشروعات المياه ومحطات الضخ وعدم توقفها، إلى جانب مواصلة توزيع الغذاء الذي يعتمد عليه ملايين السوريين بشكل كامل.

وأشار إلى أنه يتعين العمل في سوريا وغيرها من الدول المتضررة بسبب النزاعات على صعيدين، هما “طوارئ (كوفيد- 19) والمساعدات الإنسانية”.

وفيما يتعلق بوضع السجون والمعتقلات السورية، اعتبر كاربوني أن اكتظاظها وظروف الإقامة فيها قد تجعل من الصعب السيطرة على أي تفشٍّ للفيروس.

ولفت إلى توفير اللجنة أول شحنة من أجهزة التعقيم ووسائل الحماية الشخصية لعشرة سجون في سوريا تديرها وزارة الداخلية، مضيفًا، “نجري حوارًا مع الحكومة السورية لتوسيع نطاق الدعم ليشمل جميع مراكز الاعتقال”.

في العراق واليمن

في العراق، أشارت اللجنة إلى تبرعها بأدوات وقاية من الفيروس “تشمل مطهرات لمنشآت صحية ومراكز اعتقال”.

وفي اليمن، قالت اللجنة إنها أضافت إلى المساعدات المقدمة لإنقاذ الأرواح في المستشفيات ومراكز الغسل الكلوي، تجهيزات الوقاية من فيروس “كورونا”.

لكن كاربوني حذر من أن اللجنة لم تتمكن من إمداد اليمن بوحدات عناية مركزة أو أجهزة تنفس صناعي، مشيرًا إلى أن نصف المنشآت الصحية في اليمن هي حاليًا خارج الخدمة.

وكانت الأمم المتحدة أطلقت، في 25 من آذار الماضي، خطة استجابة إنسانية عالمية بقيمة ملياري دولار، بهدف مساعدة الدول “الأكثر ضعفًا” في العالم، لمواجهة فيروس “كورونا”، أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس.

وقال غوتيريش، “يجب علينا أن نهب لمساعدة الفئات الضعيفة للغاية، وهم ملايين وملايين من الناس، ممن تقطعت بهم الأسباب لحماية أنفسهم”، بحسب موقع الأمم المتحدة.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي