أثبت تحقيق لمجموعة “bellingcat” الاستقصائية وجود ضباط سوريين على مشارف مدينة اللطامنة، بالتزامن مع هجوم كيماوي تعرض له مشفى في المدينة، واتهمت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية النظام السوري بالمسؤولية عنه.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أصدرت التقرير الأول لفريق التحقيق الخاص، وحمّلت النظام السوري مسؤولية ثلاث هجمات كيماوية في محيط اللطامنة: اثنتين باستخدام السارين في 24 و30 من آذار 2017، وواحدة باستخدام الكلور في 25 من آذار 2017.
واستهدف الهجوم الذي وقع في 25 من آذار مستشفى في حوالي الساعة 15:00 عصرًا بتوقيت دمشق، وأدى إلى قتل طبيب وإصابة 30 آخرين. وخلص فريق التحقيق لمنظمة حظر الكيماوي إلى أن هناك أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن هذه الهجمات نفذتها الحكومة السورية.
مجموعة “bellingcat” نشرت تحقيقًا، في 15 من نيسان الحالي، ترجمت عنب بلدي ملخصًا عنه، يربط زيارة ضباط مركز قيادة في حماة بالضربات الكيماوية، ففي نفس يوم هجوم الكلور، في 25 من آذار، وصل وفد يضم كلًا من وزير الدفاع، اللواء علي عبد الله أيوب، وقائد “قوات النمر”، العميد سهيل الحسن.
وكانت وزارة الدفاع السورية أعلنت عن الزيارة ونشرت وكالة “سانا” الرسمية تسجيلًا مصورًا للزيارة في “يوتيوب”، لكنها حذفته لاحقًا، ومع ذلك تمكن “الأرشيف السوري” من تحميل نسخة قبل الحذف.
ويُظهر تقييم “bellingcat” أن الضباط الزائرين كانوا على الأرجح حاضرين في مركز القيادة هذا يراقبون الضربات على اللطامنة، قبل أقل من ساعتين من هجوم الكلور على المشفى.
واعتمدت المنظمة على طريقتين لتحديد وقت الزيارة استنادًا إلى تحليل الظلال في الفيديو، وتؤكد الطريقتان أن التسجيل المصور كان قبل استهداف المشفى بالكيماوي.
الطريقة الأولى جرت باستخدام أداة “Suncalc” لحساب مكان سقوط الظلال بحسب التاريخ، ومن خلالها يمكن تحديد الوقت عند الساعة 13:00 ظهرًا، ومع هامش الخطأ فإن الفترة مقدرة بين الساعة 12:00 والساعة 14:00 ظهرًا.
الطريقة الثانية هي بإجراء تحليل لطائرة من دون طيار رصدتها منصة “ISTAR” لصور الأقمار الصناعية، والتي تحدد اللقطات السابقة عند الساعة 14:15.
وبتحليل صور المشاركين في اللقطات، من الممكن الحصول على تقييم أكثر دقة.
على الرغم من أن معظم الساعات في الفيديو ضبابية للغاية بحيث لا يمكن تحديد الوقت من خلالها، يبدو الوقت في ساعة اللواء أيوب عند الساعة 13:15.
وضع فريق التحقيق صورة معدلة من الساعة بجانب ساعة مشابهة للمقارنة، وتؤكد أن الوقت فيها حوالي الساعة 13:15، وهو ما يتوافق مع تحليل الظل الذي أجري سابقًا.
خلال الزيارة إلى المنطقة، تظهر تسجيلات “سانا” الغارات الجوية على المدينة، ومن خلال رسم خطوط مستقيمة من نقاط ثابتة على الخريطة، يمكن تحديد إحداثيات الغارات.
ولا تثبت هذه الخطوط أن الضربات الجوية في أثناء وجود الضباط استهدفت المشفى بالكيماوي، إلا أن الوفد الذي أجرى الزيارة كان يراقب الضربات على المدينة.
وخلصت المنظمة أن وجود اللواء أيوب والعميد الحسن في مركز قيادة يراقب الضربات على اللطامنة قبل ساعتين من هجوم الكلور يحتمل أن يكون حقيقة مهمة.