شهد مجلس الأمن الدولي سجالًا أوروبيًا- روسيًا، حول تقرير منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” الذي حمل النظام السوري المسؤولية عن ثلاث هجمات بالأسلحة الكيماوية.
وطالبت بريطانيا وألمانيا وإستونيا مساء أمس، الأربعاء 15 من نيسان الجاري، بمحاسبة النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي عام 2017.
بالمقابل، اتهمت روسيا منظمة “حظر الأسلحة الكيميائية”، بـ “تكرار اتهامات بعض الدول (لم تسمها) والتي لا أساس لها”، إضافة إلى “التحيز وإعداد تقرير دون أدنى جهد يذكر”.
وكانت منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” أصدرت أول تقرير لها في 8 من نيسان الجاري، حمّلت فيه النظام السوري المسؤولية عن ثلاث هجمات كيماوية، استهدفت مدينة اللطامنة في 24 و25 و30 من آذار 2017.
ونشرت الدول الأوروبية وروسيا مداخلات ممثليها، بالرغم من أن المداولات التي عُقدت عبر الفيديو كانت مغلقة ومحكومة بقواعد السرية، بحسب وكالة “فرانس برس“.
وقال نائب المبعوث الألماني لدى الأمم المتحدة، يورغن شولتز، إن “المساءلة ضرورية والإفلات من العقاب لهذه الجرائم الشنيعة ليس خياراً”.
وأكد مندوب إستونيا لدى الأمم المتحدة، سفين يورغينسون، أن استخدام الأسلحة الكيميائية “لا يمكن التسامح معه”، مضيفًا “المرتكبون يجب مساءلتهم”.
واعتبر نائب المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة، جوناثان آلين، أن النظام السوري لا يزال “ينتهك التزاماته بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وردت روسيا على الدول الأوروبية بنشر مداخلة مندوبها لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الذي قال إن “الأسلحة الكيميائية السورية برنامج تم إغلاقه، ومخزونها أزيل والقدرات الإنتاجية دمرت”.
تفاصيل الهجوم الكيماوي
ذكر تقرير منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، تفاصيل ثلاث هجمات كيماوية استهدفت مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي في عام 2017.
وكشف أن طائرة عسكرية طراز “SU-2″ تابعة لـ”اللواء 50” من الفرقة الجوية “22” لقوات النظام، أقلعت الساعة السادسة من صباح 24 من آذار 2017، من قاعدة الشعيرات الجوية جنوبي حمص.
وأوضح أن الطائرة قصفت جنوبي اللطامنة بقنبلة “M-4000” تحتوي على غاز السارين، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 16 شخصًا.
أما الهجوم الثاني فكان بعد يوم واحد فقط، إذ غادرت طائرة مروحية قاعدة حماة الجوية في الساعة الثالثة ظهرًا، وقصفت مشفى اللطامنة بأسطوانة تحوي الكلور، ما أدى إلى إصابة 30 شخصًا على الأقل.
وفي 30 من آذار 2017، أقلعت طائرة طراز “SU-22″ من مطار الشعيرات تابعة لـ”اللواء 50” من الفرقة الجوية “22” التابعة لقوات النظام.
وقصفت الطائرة جنوبي اللطامنة بقنبلة “M-4000” تحتوي على غاز السارين، ما أثر على 60 شخصًا على الأقل.
وأكدت المنظمة أن جميع الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيماوية، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اطلعوا على التقرير الأول لفريق التحقيق.
وصدرت عدة تقارير دولية سابقة تحمّل النظام السوري مسؤولية الهجمات الكيماوية ضد مناطق المعارضة السورية، إلا أنها بقيت دون رد فعل من قبل المجتمع الدولي.
واستخدم النظام السوري، الأسلحة الكيميائية، ما لا يقل عن 222 مرة منذ كانون الأول 2012 وحتى 7 من نيسان الجاري، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.
وتسببت تلك الهجمات في مقتل ما لا يقل عن ألف و510 أشخاص، بينهم 205 أطفال، و260 امرأة.