نزح نحو 100 ألف مدني من سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، إثر قصف عنيف تعرضت له عدة قرى منذ فجر اليوم السبت، تزامنًا مع اقتحام قوات الأسد لقرية الكريم بغطاء ناري كثيف.
طيران الأسد استهدف قرى جسر بيت الراس، الحواش، الحويز، الحويجة، قبر فضة، الكريم والشريعة، بعشرات البراميل والقنابل العنقودية والألغام البحرية والصواريخ الموجهة، إضافة إلى قصف من المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ من حواجز قوات الأسد المحيطة بمدينة السقيلبية المحاذية.
وقال الناشط الإعلامي تيم الغابي، إن طيران الأسد استهدف قرية الكريم بحوالي 100 غارة جوية قبل اقتحامها وانتزاع السيطرة عليها من المعارضة المسلحة، ثم تقدم باتجاه قرية قبر فضة بغية اقتحامها أيضًا.
وأكد الغابي في حديث إلى عنب بلدي، أن الاقتحام جاء بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من حركة أحرار الشام استمرت منذ ليلة أمس، وأسفرت عن مقتل عدد من قوات الأسد وأسر المقدم في الحرس الجمهوري ماهر جوخدار من منطقة دريكيش في محافظة طرطوس.
وأوضح الغابي، أن التصعيد الأخير من قبل قوات الأسد، أدى إلى نزوح كامل لأهالي قريتي الحويز وجسر بيت الراس، تخوفًا من اقتحامهما من قبل عناصر الدفاع الوطني الطائفية وتنفيذ مجازر فيهما.
ونفذ طيران الأسد مجزرة بحق 6 مدنيين من قرية الشريعة، ليلة أمس، بعد انسحاب الحاجز العسكري التابع لقوات الأسد منها وسيطرة المعارضة على المنطقة دون اشتباكات.
ونقل الغابي، رسائل شفهية من نازحي سهل الغاب، عبروا فيها عن غضبهم من حركة أحرار الشام الإسلامية لعدم تدخلها وتحرير سهل الغاب بشكل كامل، معتبرين أن “الأحرار” باعوا سهل الغاب ولا يريدون تحريره على الرغم من كونه الموطن الأساسي للحركة.
وكانت المنطقة شهدت معارك لتحريرها من قبل المعارضة شهر نيسان الماضي تزامنًا معارك في إدلب، لكنّ الجبهة توقفت دون توضيح الأسباب.
يشار إلى أن قرى سهل الغاب الشرقي والجنوبي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، بما فيها حركة أحرار الشام الإسلامية وفصائل من الجيش الحر أبرزها تجمع صقور الغاب، بينما تخضع قرى السهل الغربي لنظام الأسد وتعتبر خزانًا لمقاتليه في المنطقة.