تهدد ثلاث مشاكل رئيسة قطاع تصنيع الألبسة الجاهزة في بلدة صوران التابعة لاعزاز بريف حلب الشمالي، تتمثل بانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار، ودفع مبالغ جمركية خلال نقل المنتجات بين المناطق السورية، حسب القوى المسيطرة، إضافة إلى ضعف القوة الشرائية للأهالي.
ويوجد حاليًا في صوران 30 معمل خياطة، تؤمّن مصدر دخل للعديد من العائلات في المنطقة، وتسهم في تحسين الوضع المعيشي، لكن لا يوجد دعم للعاملين في المجال، ومراحل الإنتاج من التصميم وتأمين المواد حتى إخراج القطع بحالاتها النهائية، تجري بمجهود شخصي وذاتي من العاملين في القطاع.
سعر الصرف
التقت عنب بلدي عدة عاملين في القطاع، أكدوا على تراجع وتيرة العمل، كما أن الأجور لم تعد متناسبة مع الوضع الاقتصادي، فبينما كانت تعادل 120 إلى 200 دولار، العام الماضي، بات ما يحصلون عليه يتراوح بين 75 و130 دولارًا شهريًا، مع تراجع قيمة الليرة.
أما على مستوى السوق، فأكد زكريا حمشو، الذي يدير معمل لإنتاج الألبسة في مدينة صوران، لعنب بلدي، أن ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، هو المؤثر الرئيس على بيع المنتج بشكل عام.
وكان سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار منتصف العام الماضي 600 ليرة، بينما يسجل اليوم 1310 ليرات لمبيع الدولار الواحد و1300 للشراء، حسب موقع “الليرة اليوم“.
وتجاوزت مشاغل قليلة مشكلة سعر صرف الليرة عبر استبدال الليرة التركية بالدولار بالتعامل، سواء لأجرة العمال أو لبيع المنتج أو لشراء المواد الخام.
مشكلة تصريف
أضاف زكريا أن تقسيم المنطقة بمعابر، أدى إلى رفع الرسوم في حال إرسال أو استقبال البضائع بين المناطق السورية، وبالتالي زيادة تكلفة الإنتاج.
وتفصل بين مناطق شمالي سوريا معابر تتنوع حسب مناطق السيطرة، منها ما يفصل مناطق “الإدارة الذاتية” في الشمال الشرقي عن مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري”، ومنها بين مناطق “الإدارة الذاتية” وقوات النظام، أو مناطق الأخيرة ومناطق سيطرة فصائل المعارضة في إدلب وريف حلب.
المواد الأولية باهظة
رغم أن لوازم الخياطة مؤمّنة لمشاغل بلدة صوران بنسبة 80%، لكن ارتفاع سعر القماش الذي يأتي معظمه من تركيا، كونه من القطن في الغالب، يؤدي إلى زيادة التكاليف.
سابقًا، كانت المعامل في حلب تُدخل أنواعًا أخرى من الخيوط في تصنيع القماش كـ”البوليستر”، ما يؤدي إلى انخفاض في سعرها، ولو وُحدت المصابغ وآلات “السكولير” (آلات لتصنيع النسيج) لكانت الأسعار أقل من ذلك أيضًا، بحسب زكريا حمشو.
–