صراع الصف الأول في برشلونة
عروة قنواتي
ليس غريبًا على الأسرة الكتالونية أن تعيش سلسلة من المشاكل والتناقضات بين مكاتبها الإدارية، التي سرعان ما تخرج إلى العلن وتنذر بتغييرات في مرحلة متقدمة، كما كان يحدث سابقًا وخلال العقود الثلاثة الماضية.
وليس جديدًا أن تبلغ الإشكاليات والصراعات ذروتها في مجلس إدارة النادي ومجلس المديرين، فترخي بظلالها على مستوى الفرق في النادي وأهمها فريق كرة القدم الأول.
اسم رئيس النادي، السيد جوسيب بارتوميو، تصدر عناوين الصحف والمجلات كثيرًا في الأعوام الماضية، وهذا طبيعي فهو يقود النادي الكتالوني إداريًا، ويحظى بفترة رئاسة للذكرى بوجود ليونيل ميسي ضمن أعمدة الفريق الأول، مع أسماء مهمة في التشكيلة، وأسماء يرغب النادي بالتعاقد معها. كل هذه الأمور تضيف بريقًا لامعًا لظهور السيد بارتوميو إعلاميًا.
لكن في الأشهر الأخيرة، وقبل نهاية العام 2019، تحدثت الصحف والمجلات عن توتر من العيار الثقيل، ومعركة بدأ بشنها مجموعة من المديرين داخل النادي ضد سياسة بارتوميو، وآخرها التصريحات التي أطلقها السيد نائب الرئيس، إميلي روسود، مترافقة باستقالات ستة مديرين في النادي، تبعتها تهديدات من قبل بارتوميو بالرد قضائيًا على تصريحات روسود، ما دفع الصحف للخروج بعناوينها الخطرة، كما صحيفة سبورت: “شخص ما وضع يده في خزينة النادي”، والموندو ديبورتيفو: “حريق برشلونة- حرب أهلية”.
السيد روسود قصد بهجومه مع بعض الأعضاء في النادي، إعادة توجيه الأنظار إلى قضية الشركة التي تدير حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه صورة نجوم الفريق وبعض الأشخاص المرتبطين ببرشلونة، وهي القضية التي وُجهت أصابع الاتهام فيها إلى السيد بارتوميو من قبل وسائل الإعلام، ومن هنا ذكر السيد روسود للإعلام أن “شخصًا ما وضع يده في خزينة، مقابل وظيفة يبلغ سعرها في السوق 100 ألف يورو”.
أما إدارة نادي برشلونة فقد أصدرت بيانًا نفت فيه هذه الاتهامات، وقالت فيه إنه “في مواجهة الادعاءات الخطيرة التي لا أساس لها من جانب إميلي روسود في مقابلات إعلامية، ينفي مجلس نادي برشلونة بشكل قاطع وجود أي عمل يمكن وصفه بالفساد، نحتفظ بحق تقديم الإجراءات القضائية على ذلك”.
إذًا، فالعاصفة الجديدة مقبلة في جدران البارسا، ولربما بدأت بالدخول إلى الغرف الرئيسة بصراع الصف الأول، وللأمانة فإن السيد بارتوميو لا يحظى برصيد كبير لدى المحبين ولدى عشاق النادي، وحتى في الصحافة العالمية، وخاصة في السنوات الأخيرة التي أخفق فيها فريق كرة القدم بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لعدة سنوات، وتأرجح فيها منصب الإدارة الفنية في الفريق الأول، وتطورت بعض المواجهات إلى “ردح إعلامي” بين مناصب إدارية في النادي ولاعبين مهمين في فريق كرة القدم، وتقاذف المسؤولية في تراجع المستوى، وهذا كله يسهم في تهديد شعبية بارتوميو ومن معه ضمن الصف الأول.
لربما تعود الذاكرة بكثير من عشاق البارسا إلى الفترة التي كان فيها الرئيس السابق للنادي، السيد خوان لابورتا، على سدة الصف الأول في برشلونة، ولربما تطمح قلوب المشجعين بإدارة أكثر تماسكًا مما تبدو الصورة عليه في الأشهر الأخيرة، لأن هذا الموسم المتوقف حاليًا بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، لو جاء بصفر بطولات في الدوري والشامبيونز ليغ، لربما تكون هي السنة الأخيرة لهذا المجلس، ولربما يأتي الرحيل أسرع من انتخابات في موعدها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :