برعاية طلاب الطب والصيدلة..
حملات توعية حول “كورونا” في مخيمات الشمال
عنب بلدي – ريف حلب
تشكل مخيمات الشمال السوري المكتظة بالنازحين، بيئة خصبة لتفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) بسرعة كبيرة، ما قد يحول الوضع فيها إلى “حالة طوارئ إنسانية” بحسب وصف منظمة “أطباء بلا حدود”.
في ظل القلق والمخاوف التي يعيشها السكان والمنظمات الطبية والإنسانية، أطلقت العديد من الجهات حملات توعية للأهالي، لتعريفهم بالجائحة وطرق انتقالها وأساليب الوقاية منها.
وأطلق طلاب كليتي الطب والصيدلة في جامعة “حلب الحرة” أولى حملاتهم، لتثقيف سكان المخيمات وتوعيتهم حول مخاطر انتشار الفيروس في المخيمات.
“الفكرة جاءت انطلاقًا من واجبنا ككلية الطب البشري ممثلة بعميدها الطبيب جواد أبو حطب، وكلية الصيدلة في المناطق المحررة” بحسب ما قاله مشرف الحملة والطالب في كلية الطب في سنته الخامسة حسان حميدي.
تدريب القائمين على الحملة
أضاف حسان، في حديث لعنب بلدي، أن الحملة بدأت بدورات تدريبية للطلاب للوصول إلى فهم كامل حول فيروس “كورونا”، بداية من تصنيفه وتركيبه وطرق انتقاله وأعراض الإصابة به، ومعرفة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في حال الإصابة به، وحتى طرق الوقاية منه.
وشملت التدريبات توضيحًا عن كيفية توعية المجتمع، والتعامل مع الناس وطرق إيصال هذه المعلومات لهم بطريقة تجعلهم يقتنعون بتطبيق طرق الوقاية وسبل منع انتشار الفيروس.
الدورات التدريبية استمرت لمدة أسبوع، وبعد انتهائها قُسّم الطلاب إلى فرق حسب مناطق سكنهم، وتوزعت المناطق إلى ثلاثة قطاعات، هي ريف حلب الشمالي وريف حلب الغربي ومحافظة إدلب وريفها.
استجابة “مُرضية”
حصلت مدن وبلدات الباب واعزاز ومارع وعفرين وأطمة ودارة عزة وسرمدا والدانا وباتبو وإدلب وسلقين ودركوش ومعرة مصرين وكفرتخاريم وحارم على التركيز الأكبر من الحملة.
واستهدف الطلاب جميع مخيمات النازحين الموجودة في تلك المناطق، لازدحامها بالسكان وانعدام وسائل النظافة واستحالة إمكانية العزل والحجر الصحي.
وصف الطالب حسان استجابة الناس بـ”الإيجابية”، وقدر نسبة الأشخاص الذين يعرفون مسبقًا معلومات وصفها بـ”الجيدة” حول الفيروس بـ60%.
وأشار إلى أن نسبة 30% منهم كانت معلوماتهم غير كافية، ولديهم رغبة “شديدة” بالمعرفة أكثر حول الفيروس، بينما كان 10% من السكان “مستهترين وغير مهتمين”، لكن استطاعت فرق الحملة إقناع أغلبهم بخطورة الإصابة بالفيروس وأهمية الوقاية منه.
تطبيق صعب
يرى حسان أن أغلب القاطنين في مخيمات الشمال السوري، لن يستطيعوا الالتزام بقواعد النظافة وطرق الوقاية دون تأمين الاحتياجات اللازمة لذلك وسد النقص.
منظمة “أطباء بلا حدود” كانت قد حذرت من خطورة انتشار فيروس “كورونا” في إدلب، ومن أن معظم التوصيات المقدمة لضمان حماية السكان من الفيروس وإبطاء وتيرة انتشاره غير قابلة للتطبيق، مشيرة إلى صعوبة حث الناس على التزام منازلهم لتفادي الإصابة بالعدوى أو عزل أنفسهم في حال ظهور أعراض الإصابة، وذلك لأن ثلث سكان إدلب تقريبًا يعيشون في مخيمات، ولا توجد مساحات تسمح بالالتزام بالعزل.
الأمر الذي أكده المهجر من ريف المعرة وأحد قاطني الخيام المستهدفة بحملة جامعة “حلب الحرة” أحمد اليوسف لعنب بلدي، وقال إن المخيم الذي يسكن فيه يمتد على مساحة 500 متر مربع فقط، ولا يستطيع السكان هناك تجنب التجمعات، بسبب “حصرهم بزاوية صغيرة”.
“نحن نريد أن نتبع وسائل الوقاية، لكن الظروف لا تسمح”، أضاف أحمد، “إذا أراد أحد من سكان المخيم غسل يديه سيتضايق جاره لسكب الماء بجانب خيمته”.
وربط أحمد بين عدم قدرتهم على الالتزام بأساليب الوقاية وضيق المكان وسوء نظام الصرف الصحي في المخيم الذي يقطنه وقلة المياه.
حملات سابقة
حملة طلاب جامعة “حلب الحرة” لم تكن الأولى من نوعها، إذ انتشرت حملات سابقة نظمها فريق “لأجلك بلدي” التطوعي، استهدفت مخيمات النازحين شمالي حلب في كل من قبتان وصندرة ودابق وحور النهر، وشملت جلسات توعية للأهالي وتوزيع منشورات مصورة توضح طرق الوقاية.
وكانت فرق “الدفاع المدني” أطلقت حملات ما زالت مستمرة لتعقيم المدارس والمساجد والمخيمات، وتوزيع منشورات التوعية في كل من اخترين ودابق وأرشاف وصوران.
أعـدت هذه المدة بالتعاون مع مراسـل عنب بلدي في ريف حلب عبد السلام المجعان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :