ريف حماة – إياد عبد الجواد
أدت الحملة العسكرية من قبل قوات النظام وحليفها الروسي على قرى وبلدات سهل الغاب وجبل شحشبو غربي حماة، في حزيران 2019، إلى موجة نزوح كبيرة للأهالي إلى الشمال السوري.
ونظرًا لاعتماد معظم أهالي سهل الغاب وجبل شحشبو على تربية المواشي كمصدر رزق، اضطر عدد كبير منهم لاصطحاب مواشيهم في رحلة النزوح، ولاحقًا اضطروا لبيع تلك المواشي أو بعضها لارتفاع تكلفة تربيتها.
تكاليف مرتفعة
القصف الشديد على قرية الشريعة بريف حماة الغربي، أجبر خالد الحسين على النزوح إلى بلدة أرمناز شمالي غربي إدلب، مصطحبًا معه أربع بقرات كانت مصدر رزق له، وفق ما قاله لعنب بلدي.
وأضاف خالد أنه اضطر لبيع ثلاث منها لاحقًا، لعدم وجود حظيرة يؤوي فيها مواشيه، وعدم توفر المراعي الطبيعية، وارتفاع سعر الأعلاف مقارنة بسعر الحليب، إذ “يبلغ سعر كيس العلف أكثر من 11 ألف ليرة سورية، بينما يباع كيلو الحليب بـ250 ليرة”.
خالد الشحادة، أحد مربي الأغنام في جبل شحشبحو، نزح إلى مدينة سرمدا بريف إدلب، بعد سيطرة النظام على جميع قرى الجبل، قال لعنب بلدي، إنه اصطحب معه 70 رأسًا من الغنم، واستأجر لها خيمة تؤويها، لكن ندرة المراعي وغلاء أجرة الأراضي الزراعية وارتفاع ثمن الأعلاف أجبره على بيع 40 منها.
وأشار إلى أن أجرة الدونم الواحد من الأرض الزراعية تبلغ 75 ألف ليرة سورية سنويًا، بينما كان يعتمد سابقًا في جبل شحشبو على رعي أغنامه في الجبل والأراضي الزراعية بعد الحصاد أو بعد قطاف المحاصيل كالخضراوات وغيرها.
وبالنسبة لأسعار الأعلاف، وصل سعر كيلو تبن القمح إلى 100 ليرة سورية، وتبن العدس إلى 150 ليرة، وكيلو الشعير إلى 170 ليرة، كما ارتفعت أسعار الأدوية مع كثرة الأمراض التي تصيب المواشي، بحسب الشحادة.
إنذار بضياع الثروة الحيوانية
أدت الحملة العسكرية إلى تراجع حاد بالثروة الحيوانية في منطقتي سهل الغاب وجبل شحشبو، اللتين كانتا تضمان نحو 100 ألف رأس ماشية بين أبقار وأغنام وماعز وجاموس، وفق ما قاله المهندس الزراعي أنس أبو طربوش، لعنب بلدي.
وأضاف أن نزوح مربي الثروة الحيوانية عن أراضيهم تسبب بصعوبات عدة، أهمها اعتمادهم على الأعلاف المركّزة ذات الأسعار المرتفعة نتيجة قلة المراعي الطبيعية التي كانت موجودة في مناطقهم، وتعرض الأغنام لبعض الأمراض نتيجة الانتقال من منطقة إلى أخرى، وانخفاض أسعار مشتقات الألبان، مقارنة بتكاليف تربية المواشي.
وينذر تردي الوضع الأمني والمادي الذي يدفع المربين لبيع أعداد من مواشيهم، وتشتت تلك المواشي، بضياع الثروة الحيوانية خلال الفترة المقبلة، بحسب أبو طربوش.
وفي ظل هذا الوضع، ، لم يبقَ إلا عدد قليل جدًا من مربي المواشي في المنطقة، وتحديدًا في المناطق القريبة من خطوط النار القريبة من سهل الروج بريف إدلب الغربي، وفق مربي المواشي عزام الخالدي، وهو أحد أهالي جبل شحشبو، الأمر المرتبط بسيطرة النظام على كامل جبل شحشبو وأغلب قرى سهل الغاب.