تعلقت عيون السوريين على اختلاف محبتهم لكرة القدم بالتلفزيونات في جميع المحافظات السورية، مع آمال بإنجاز فريد من نوعه والأول لهم على صعيد اللعبة الأكثر شعبية حول العالم.
كانت هذه الحالة عندما التقى نادي الكرامة الحمصي بنظيره “تشونبوك” الكوري في إياب نهائي دوري أبطال آسيا 2006 على ملعب “خالد بن الوليد”، وهو الملعب الرسمي للنسر الأزرق، كما يلقبه محبوه ومتابعوه، والملعب الذي لم يخسر عليه الكرامة آسيويًا في ذلك الموسم، وهذا السبب كان كافيًا إلى جانب أسباب أخرى للتفاؤل بتحقيق الإنجاز.
لم يخذل الكرامة عشاقه ولا السوريين مشجعي الفرق المحلية الأخرى حتى اللحظات الأخيرة، وفعل ما يمكن فعله برفقة محمد قويض وأبنائه السوريين مع محترف واحد في خط الدفاع (البرازيلي سانتوس)، وتقدم بهدفين ليتلقى هدفًا في نهاية اللقاء حرمه من لقب مستحق.
من المحلية إلى الآسيوية.. الكرامة صاحب الإنجاز
تولى المدرب السوري عبد الحفيظ عرب مسؤولية تدريب النادي الحمصي، في 2001، واتخذ قرارًا بالاستغناء عن عدد كبير من لاعبي الفريق الأول ممن تقدموا بالسن، وترفيع لاعبين من فئة الشباب، وهم من عُرفوا بـ”الجيل الذهبي” فيما بعد، وكان بينهم جهاد الحسين وعاطف جنيات ومصعب بلحوس وغيرهم.
لم يقطف عبد الحفيظ عرب ثمار خطواته بشكل سريع رغم تأسيسه للفريق، واستقال بعد موسم واحد إثر تحقيقه المركز الرابع، وحل محله رياض البوشي لموسم واحد أيضًا.
شهد موسم 2003- 2004 وصول نصوح البارودي لرئاسة النادي، وعيّن عبد النافع حموية )الجنرال( مشرفًا عامًا للفريق، وعماد خانكان مدربًا.
حقق الكرامة هذا الموسم وصافة الدوري خلف نادي الوحدة الدمشقي، وفي الموسم التالي خلف نادي الاتحاد الحلبي، وبدأ يسطر اسمه كأحد أقوى الأندية السورية في ذلك الوقت، ثم رحل خانكان، ليعين النادي محمد قويض مدربًا للفريق.
مع تحقيقه الوصافة، شارك الكرامة في دوري أبطال آسيا إلى جانب الاتحاد للمرة الأولى في تاريخه، ووقع في مجموعة ضمت الغرافة القطري والوحدة الإماراتي وصبا قم الإيراني، وحقق 12 نقطة من أربعة انتصارات وهزيمتين لينتقل إلى الدور التالي.
اصطدم الكرامة بنادي الاتحاد السعودي حامل لقب الموسم السابق، والملقب بالعميد والمدجج بالنجوم، وتلقى النادي في مباراة الذهاب بمدينة جدة السعودية هزيمة بهدفين لصفر.
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن ينجح الكرامة بالعبور، إلا أن أبناء قويض نجحوا بتسجيل أربعة أهداف (هدفين في الوقت الأساسي وهدفين في الوقت الإضافي)، ليعبروا إلى دور نصف النهائي ويقصوا القادسية الكويتي.
وفي النهائي، بلغ عدد الحضور الجماهيري في استاد “خالد بن الوليد” 40 ألف مشجع، ومع الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور سجل الكرامة هدفين بأقدام إياد مندو ومهند الإبراهيم، قبل نصف ساعة من نهاية المباراة.
وبقيت الآمال السورية معلقة على النادي قبل أن يحطمها البرازيلي زي كارلوس، عندما سجل هدف التتويج قبل نهاية اللقاء بدقيقتين لتذهب الكأس للنادي الكوري.
وصنف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 2019، هذه المباراة كإحدى أكثر مباريات إياب نهائي البطولة إثارة في تاريخها.
حقق الكرامة لقب الدوري في ذلك العام، وحافظ على لقبه في ثلاثة مواسم تليه، وكذلك كأس الجمهورية، ليحقق الثنائية المحلية ثلاث مرات.
استمر الكرامة في مشاركاته الآسيوية في الموسمين التاليين، ووصل فيها إلى دور الثمانية، وهو الفريق السوري الوحيد الذي نجح بالوصول إلى النهائي وعبور دوري المجموعات ثلاث مرات متتالية.
مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، خسر النادي كثيرًا من نجومه ممن رحلوا للعب في الدوريات العربية، أو تعرضوا للملاحقة والاعتقال على غرار جهاد قصاب، وتراجعت نتائج الفريق مع نشوب المعارك في مدينة حمص وتوقف الدوري ثم عودته لاحقًا.
حقق النادي لقب الدوري السوري ثماني مرات، أولاها في موسم 1974- 1975 وآخرها في موسم 2008- 2009، وحقق لقب كأس الجمهورية أيضًا ثماني مرات آخرها في موسم 2009- 2010.
كيف أُسس النادي
نتج نادي الكرامة عن اندماج خمسة أندية في مدينة حمص، هي نادي الوحدة وخالد بن الوليد والتضامن والجهاد والطلائع، وذلك بعد صدور المرسوم التشريعي من قبل الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، رقم 38 لعام 1971، وبالتالي يعود تأسيس النادي إلى عام 1928، وهو العام الذي أُسس فيه نادي خالد بن الوليد في حمص.
أما نادي الوحدة الحمصي فأسسته مجموعة من أعضاء نادي خالد بن الوليد.
لم ينتظر النادي باسمه الجديد للحصول على أول ألقابه، ليحقق لقب الدوري في موسم 1974- 1975، بقيادة مدربه عمر صالح آغا، وهو رئيس نادي الوحدة الحمصي الأسبق.
أبرز لاعبي النادي
قدم النادي منذ تأسيسه عشرات اللاعبين المصنفين من أفضل لاعبي كرة القدم السورية، منهم عبد الحفيظ عرب وعبد النافع حموية وفواز مندو وجهاد الحسين وفراس الخطيب وتامر اللوز وعاطف جنيات ومصعب بلحوس، وجميع هذه الأسماء مثلت المنتخب السوري لكرة القدم.