أهالي الرقة يتضامنون لتجاوز أزمة توقف العمل
عنب بلدي – خاص
انطلقت مبادرات مدنية تضامنية في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا، بهدف التخفيف من انعكاسات الحجر المنزلي، الذي شمل عائلات فقيرة وأصحاب حالات مرضية.
ورغم كونها تعكس صورة للتكاتف المجتمعي وأهميته وقت الأزمات، تبقى هذه المبادرات غير قادرة على تلبية جميع الاحتياجات المطلوبة، خاصة في حال طالت مدة الحجر الذي يلف الغموض موعد انتهائه.
فرضت “الإدارة الذاتية” (الكردية) حظر التجول في مناطق سيطرتها كإجراء احترازي لتجنب انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، منذ 23 من آذار الماضي، لتعلن لاحقًا تمديده حتى 21 من نيسان الحالي، مع فرض غرامات مالية على مخالفيه من أشخاص وسيارات وآليات.
وتُستثنى من حظر التجول المشافي والمراكز الصحية العامة والخاصة والمنظمات الدولية و”الصليب الأحمر” والصيدليات، بالإضافة إلى لجان التعقيم وعمال النظافة والأفران ومحلات بيع المواد الغذائية وسيارات نقل المواد الغذائية وحليب الأطفال وصهاريج نقل المحروقات.
رواتب شهرية وسلل غذائية
ومع توقف عمل كثيرين جراء التزامهم منازلهم، ظهرت حاجة ملحة لإطلاق مبادرات إنسانية تُعين أرباب الأسر الذين يتقاضون أجرًا يوميًا لسد احتياجات عوائلهم، إلى جانب الأيتام والمرضى وذوي الدخل المحدود.
وجرت هذه المبادرات بالتنسيق بين أهالي الرقة من ميسوري الحال وتجار الأسواق، الذين عملوا على توزيع احتياجات العوائل فيما بينهم لتغطيتها، عبر تزويد الأسر بمبالغ لسد مصاريفها خلال فترة الحجر الصحي، إضافة لتأمين الماء والغذاء والدواء والمصاريف العلاجية.
ومن الجهات التي أسهمت في هذه المبادرات “صندوق أهل الخير” بالتشارك مع بلدية الشعب بالرقة، و”طبائع أهل المعروف”، ومبادرة “الرقة بعيون أهلها”، وفريق “بادر”، وجمعية “عون”.
المساعدات تعتمد فقط على تبرعات الأهالي
رئيس بلدية الرقة، أحمد إبراهيم، تحدث لعنب بلدي عن المبادرة التي أطلقها برنامج الدعم المجتمعي التابع للبلدية، والتي تضمنت تجهيز وتوزيع مساعدات على قاطني المدينة، بالتعاون مع عدد من المتبرعين لـ”صندوق أهل الخير” ومتطوعين للتوزيع.
وحول طبيعة المساعدات المقدمة، أوضح إبراهيم أنها تشمل سللًا غذائية، وتأمين تكاليف طبية من أدوية ومعاينات وعمليات، إضافة للألبسة والمفروشات.
وأشار إلى أن الشريحة المستفيدة من هذه الإعانات تتمثل بالأسر التي فقدت معيلها، والتي تعيش تحت خط الفقر من سكان مدينة الرقة.
لكنه بيّن أن المساعدات المقدمة ليست بحجم الطلب، إذ إنها تعتمد بشكل كامل على التبرعات من أهالي المدينة دون وجود مصدر آخر، كما أن الحظر المفروض تسبّب بزيادة كبيرة في الاحتياجات.
وعن وجود خطط مستقبلية في حال استمر الحظر المفروض لفترة طويلة، لفت إبراهيم إلى أنه يجري العمل على دمج أغلب المشاريع المدنية المتعلقة بالمجال الخيري في جسم واحد، وتحت سقف برنامج الدعم المجتمعي، وذلك لضمان “عدم وجود هدر بالتوزيع، والقدرة على تغطية الاحتياجات داخليًا، إلى جانب تفعيل الروح الاجتماعية بترميم الحاجة والعوز الداخلي”.
وأوضح أنه يندرج تحت برنامج الدعم المجتمعي ثلاثة برامج جزئية، هي “الائتمان الاجتماعي”، و”صندوق أهل الخير”، و”صنائع المعروف”.
الحجر فاقم الاحتياجات
الإعلامي في مجلس الرقة المدني أسامة الخلف، أشار إلى أن الرقة حاليًا تعد منطقة ذات كثافة سكانية عالية، نظرًا لاحتوائها على مراكز إيواء للنازحين من إدلب ودير الزور وحلب وحماة وحمص.
ولفت في حديث لعنب بلدي إلى أن الاحتياجات صارت كبيرة في ظل الحجر الصحي، وهو ما يتطلب من أصحاب الخير والمتبرعين تقديم المزيد لتغطية حجم الطلب الحاصل في العديد من المجالات، مشيرًا إلى ظهور مبادرات جديدة خاصة من قبل المغتربين من أهالي الرقة في دول الخليج وأوروبا.
وأوضح أن المبادرات الخيرية التي تشهدها الرقة هي من تبرعات أهالي المحافظة من تجار وفلاحين وأطباء ومهندسين ومغتربين، مشيرًا إلى أنها أثبتت فعاليتها كونها مدنية بحتة ولا تحمل أي طابع رسمي أو صفة مؤسساتية، كما أنها بعيدة عن وسائل الإعلام وتصوير المستفيدين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :