تزايد في أعداد وفيات “كورونا”.. هل ينجح “تسطيح المنحنى”
لم تتوقف أعداد ضحايا فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) عند حاجز الـ100 ألف قتيل، بل يشير الرصد اليومي الخاص بجامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية إلى ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الفيروس إلى أكثر من 108 آلاف إنسان حول العالم، حتى وقت إعداد هذا التقرير.
وفشلت الجهود المبذولة الدولية لاحتواء الفيروس المستجد بالكامل حتى الآن، وهو الجائحة المسؤولة عن إصابة مليون و700 ألف من الأشخاص في 185 دولة بالمرض، بحسب بيانات الجامعة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: “فجوة رقمية” يخلقها انتشار “كورونا” في العالم العربي
سرعة في الانتشار.. سرعة في الاختبار
تسارع انتشار فيروس “كورونا” في دول مثل إيطاليا وإسبانيا وأمريكا، وتمكن الفيروس من إصابة جزء كبير من سكانها بالنسبة لبقية بلدان العالم، يأتي بسبب “اختبار نسبة أعلى من سكان تلك البلدان”.
ويعتبر مسؤولو الصحة في أمريكا أنه من المسلم به أن “كورونا” سيستمر في إصابة ملايين الأشخاص حول العالم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
ومع ذلك، كما يُظهر تفشي المرض في إيطاليا، فإن معدل إصابة السكان بالعدوى يحدث فرقًا كبيرًا فيما إذا كان هناك ما يكفي من أسرة المستشفيات (والأطباء والموارد) لعلاج المرضى.
والاختبارات المستخدمة حاليًا في مستشفيات في بلدان العالم هي لمعرفة ما إذا كان شخص ما مصابًا بفيروس “كورونا” أم لا.
الاختبارات التشخيصية المستخدمة في المستشفيات “موثوقة بها”، ومع ذلك، هذا لا يعني أن هذه الاختبارات سوف تلتقط كل حالة فيروس “كورونا”، فيمكن أن يظهر المريض في بداية الإصابة أو بمستويات منخفضة نسبيًا من الفيروس على أنه سلبي، بحسب المركز الأمريكي لمواجهة الأمراض المعدية والوقاية منها.
ويجري المركز (CDC) تعديلات لتحسين جودة تلك الاختبارات، وفي شباط الماضي قدمت إدارة المركز حزمة تراخيص إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من أجل التعجيل باستخدام المنتجات الطبية أو التشخيصية “غير المعتمدة”، والتي من المحتمل أن تنقذ أرواح الناس خلال حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة.
ويتم الاختبار الآن في أغلب بلدان العالم عن طريق أخذ مسحة من الأنف أو الحلق، والتي يتم إرسالها إلى المختبر للبحث عن علامات المواد الوراثية للفيروس.
ويجب على مقدمي الرعاية الصحية الاتصال بقسم الصحة المحلي لمدينة معينة لإبلاغهم بالمرضى الذين يعانون من الحمى وأمراض “الجهاز التنفسي السفلي” الذين يشتبهون بإصابتهم بفيروس “كورونا”.
ويعيش على هذا الكوكب كثافة سكانية أكبر من أي وقت مضى، إذ يبلغ عدد سكان العالم حاليًا 7.7 مليار نسمة، وهذا الرقم في تصاعد مستمر، ونحن نعيش أقرب فأقرب إلى بعضنا البعض.
وكلما زاد عدد الأشخاص في مساحات صغيرة، كلما ارتفع خطر التعرض لمسببات الأمراض التي بدورها تسبب المرض بطبيعة الحال.
ويمكن أن يتباطأ انتشار الفيروس، بحسب منظمة الصحة العالمية إذا مارس الناس “التباعد الاجتماعي” من خلال تجنب الأماكن العامة والحد من حركتهم بشكل عام.
اقرأ أيضًا: “كورونا” قد يتسبب بالركود الاجتماعي.. كيف نتفادى ذلك
“تسطيح المنحنى”.. هل ينجح
في علم الأوبئة تعرف فكرة إبطاء انتشار الفيروس إذ يقل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج في أي وقت من الأوقات باسم “تسطيح المنحنى”.
ويفسر هذا سبب قيام العديد من البلدان بتطبيق إرشادات “التباعد الاجتماعي” الذي يؤثر على ملايين الناس حول العالم.
يشير باحثو “المنحنى”، بحسب دراسة قام بها موقع “livescience” الطبي، إلى العدد المتوقع للأشخاص الذين سيصابون بفيروس “كوفيد-19” على مدى فترة من الزمن، وتوضح الدراسة أن هذا ليس تنبؤًا إنما توقعًا نظريًا لعدد الأشخاص الذين سيصابون بالتأكيد.
يأخذ المنحنى أشكالًا مختلفة، اعتمادًا على معدل الإصابة بالفيروس، ويمكن أن يكون حادًا، بحيث ينتشر الفيروس بشكل كبير، أي أن أعداد الحالات تستمر في الارتفاع بمعدل ثابت، ويصل العدد الإجمالي للحالات إلى ذروته في غضون بضعة أسابيع، وفقًا للدراسة.
ومنحنيات العدوى ذات الارتفاع الحاد لها أيضًا انخفاض حاد، بعد أن يصيب الفيروس كل شخص يمكن أن يصاب به، تبدأ أرقام الحالات في الانخفاض بشكل كبير أيضًا.
وكلما ارتفع منحنى العدوى بشكل أسرع، كان نظام الرعاية الصحية المحلي أسرع في زيادة طاقته للتجاوز هذه الزيادة قدرته على علاج الناس، كما حصل في إيطاليا.
ويمكن أن يضطر المزيد من المرضى الجدد إلى الخروج دون أسرة العناية المركزة، ويمكن أن تنفد المزيد من المشافي من الإمدادات الأساسية التي يحتاجونها للاستجابة لمواجهة الجائحة.
من ناحية أخرى، يفترض منحنى أكثر استواءً نفس العدد من الأشخاص المصابين في نهاية المطاف، ولكن على مدى فترة زمنية أطول.
يعني معدل الإصابة البطيء بالضرورة نظام رعاية صحية أقل إجهادًا، وزيارات أقل للمشافي الصحية في أي يوم معين وعدد أقل من المرضى يتم إبعادهم.
اقرأ أيضًا: خمسة آثار لانتشار “كورونا” في العالم العربي
كيف نسطح المنحنى
نظرًا لعدم وجود لقاح أو دواء معين حاليًا لعلاج فيروس “كوفيد-19″، ولأن الاختبار محدود للغاية في بلدان مثل الولايات المتحدة، فإن الطريقة الوحيدة لتسوية المنحنى هي من خلال التضامن الاجتماعي.
وأوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن يقوم جميع الناس بحجر أنفسهم صحيًا والبدء في “التباعد الاجتماعي“، وبشكل أساسي، تجنب الأشخاص الآخرين كلما أمكن ذلك على الفور.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :