اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الزيادة الحاصلة في تصدير الأسلحة الروسية إلى دول العالم، رغم المنافسة الشديدة في هذا المجال، يقف وراءها الاختبار العملي لهذه الأسلحة في سوريا.
وخلال اجتماع لجنة “التعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبية” الذي عُقد أمس، الخميس 9 من نيسان، قال بوتين، إن “الاختبار العملي الناجح للسلاح الروسي في الخارج، وخاصة في سوريا أكد فعاليته”.
وأضاف، “حصلنا على خبرة في استخدام الأسلحة الجديدة في سوريا، فالتجربة الناجحة التي اكتسبناها في استخدام الأسلحة الجديدة أثبتت فعاليتها في سوريا خلال الحرب لمصلحتنا”.
وأوضح بوتين أن بلاده نفذت خططها لتصدير السلاح لعام 2019 بنسبة بلغت 102%، وهو ما يشكل زيادة فاقت المتوقع بأكثر من ملياري دولار.
وبيّن أن موسكو تمكنت من بيع معدات عسكرية بقيمة تتجاوز الـ15 مليار دولار، كما أن لديها طلبات حالية تزيد على 55 مليار دولار، لافتًا إلى أنها تتعاون في هذا المجال مع نحو مئة دولة حول العالم.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن نتائج التعاون العسكري الفني التي حققتها بلاده العام الماضي تأتي في ظل المنافسة الدولية القوية جدًا في هذا المجال، وضغوط المنافسين، والأوضاع غير المواتية.
ولفت إلى أن بلاده ستعمل على تعديل أشكال عملها في سوق الأسلحة العالمية، لتجاوز المخاطر التي يفرضها انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وقال في هذا الصدد، “المنافسة الدولية شديدة للغاية، وهناك مخاطر إضافية مرتبطة بانتشار فيروس كورونا سيكون لها تأثير سلبي للغاية على الاقتصاد العالمي بأكمله”.
ومنذ اليوم الأول لتدخلها في سوريا، نهاية أيلول عام 2015، عمدت روسيا إلى استخدام أسلحة جديدة ومتطورة، لتجريب قدرتها في ساحة الحرب السورية التي أصبحت ميدانًا ومعرضًا لتجريب السلاح الروسي الجديد، لعرضه في الأسواق العالمية.
وتلجأ روسيا في الحرب التي تشنها إلى جانب حليفها النظام السوري إلى تجريب الأسلحة التي صنعتها في ميدان قتال حقيقي، إذ استقدمت مقاتلات “SU-55” و”SU-27” بنية تجريبها في المنطقة، إلى جانب أسلحة أخرى كمنظومتي الدفاع الجوي “بانتاسير” و“S-400”.
وازداد الاهتمام الدولي بأنظمة الدفاع الجوي “S-400” والطلب عليها، بعد مشاركتها بالعمليات الروسية في سوريا، وفق ما صرح به المدير التنفيذي لشركة “أسوبورون إكسبورت” الروسية لتصدير الأسلحة، ألكسندر ميخاييف، لوكالة “تاس” في 22 من آب 2018.
وتشارك منظومة الدفاع الجوي “S-400” في سوريا لحماية قاعدتي طرطوس وحميميم في الساحل السوري.
وفي تصريح لرئيس لجنة مجلس “الدوما” لشؤون الدفاع، فلاديمير شامانوف، في 22 من شباط 2018، قال إن روسيا أظهرت للعالم بأسره فعالية المجمع الصناعي العسكري، من خلال اختبار أكثر من 200 سلاح جديد في سوريا، ما أسهم في زيادة مبيعات روسيا من السلاح، حتى من قبل بلدان ليست حليفة.
–