حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية من أن الملايين من اللبنانيين مهددون بالجوع بسبب عدم تقديم الحكومة أي مساعدات في إطار خطة منسقة تتواكب مع إجراءات الإغلاق التي فرضتها لاحتواء تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وقالت الباحثة الأولى في الفقر واللامساواة في المنظمة، لينا زيميت، أمس الأربعاء 8 من نيسان، إن “الإغلاق الهادف إلى إبطاء انتشار فيروس كورونا، أدى إلى تفاقم الفقر والصعوبات الاقتصادية المتفشية في لبنان قبل وصول الفيروس”.
وأشارت زيميت إلى أن كثيرًا من اللبنانيين خسروا دخلهم جراء ذلك، مضيقة أن “أكثر من نصف السكان قد يعجزون عن شراء غذائهم وحاجاتهم الأساسية إذا لم تتدخل الحكومة”.
ووصفت زيميت حال اللبنانيين قائلة، “الناس في لبنان يكافحون وهم على حافة الهاوية”، مؤكدة على ضرورة أن تطور الحكومة اللبنانية على وجه السرعة برنامج مساعدات “يحمي حقوق الناس، ويؤمّن لهم الموارد التي يحتاجون إليها في هذه الأزمة من أجل البقاء”.
ونقلت المنظمة عن ناشطين يعملون على تقديم المساعدات في بيروت وطرابلس وصيدا وزغرتا، أن الحكومة لم تُقدم حتى الآن أي إعانة فعلية رغم تعهدها بذلك.
وأشار الناشطون إلى أن الإغلاق، الذي وصل إلى نحو شهر تقريبًا، تسبب بعدم قدرة العديد من العائلات على تأمين احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الطعام.
وأضافوا أن “سائق أجرة أحرق سيارته عندما غرمته قوى الأمن لخرقه قواعد الإغلاق، كما ألقى بائع متجول محبط خضراواته في الشارع بعد أن أوقفت الشرطة عمله، وعرض عامل بناء عاطل عن العمل كليته للبيع لعجزه عن دفع الإيجار”.
وقد أسهم فيروس “كورونا” بتفاقم الأزمة الاقتصادية المدمرة التي كانت موجودة أصلًا في لبنان، كما كشف عن أوجه القصور في نظام الحماية الاجتماعية فيه، وفقًا للمنظمة.
ودعت “هيومن رايتس ووتش” الحكومة اللبنانية إلى “تحسين تنسيق الاستجابة الاقتصادية لفيروس كورونا بين مختلف وزاراتها ومؤسساتها، وكذلك مع المبادرات المحلية والخاصة التي قامت بمسح لتقييم الاحتياجات”.
كما أكدت أن على الحكومة “إبلاغ الجمهور بخطط الإغاثة الاقتصادية بوضوح، وتوضيح شروط الاستفادة، والجدول الزمني، والإجراءات”.
وكانت الحكومة اللبنانية حثت اللبنانيين على البقاء في منازلهم، منذ 15 من آذار الماضي، معلنة عن نيتها تقديم مساعدات إلى العائلات الأكثر فقرًا دون تقديم أي تفاصيل.
ورغم ظهور مبادرات من منظمات محلية غير حكومية لسد هذه الفجوة فإنها تبقى غير كافية.
وسجلت وزارة الصحة اللبنانية حتى الآن 576 حالة إصابة مؤكدة بفيروس “كورونا”، وتوفي 19 مصابًا، بينما تعافت 62 حالة.
–