ما زال الاتصال المفاجئ الذي أجراه ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، برئيس النظام السوري، بشار الأسد، نهاية آذار الماضي، يلقي بظلاله على وسائل الإعلام العربية والعالمية، إذ تحاول البحث في الأسباب التي دفعت لإجراء هذا الاتصال، خاصة أنه يأتي في ظل القطيعة العربية المستمرة للنظام السوري منذ سنوات، ردًا على انتهاكاته بحق المدنيين.
وبحسب موقع “MiddleEastEye” البريطاني، الذي نشر تقريرًا أمس، الأربعاء 8 من نيسان، فإن اتصال ابن زايد لم يكن سببه الوقوف بجانب سوريا بسبب أزمة انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) كما عبر ولي عهد أبو ظبي، عبر حسابه في “تويتر” بعد الاتصال.
بحثت هاتفيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية.. التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار ، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة.
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) March 27, 2020
تفاصيل
وقال الموقع إن ابن زايد حاول التغطية على اتفاق كان قد عقده مع الأسد مطلع آذار الماضي، بشأن المعارك في إدلب، وبهدف الضغط على تركيا وتوصيل رسائل لها.
وأوضح أن محمد بن زايد أرسل مستشاره علي الشامسي، بداية آذار الماضي، إلى دمشق ليقدم عرضًا للأسد، يقضي بتقديم ثلاثة مليارات دولار من الإمارات مقابل كسر الأسد وقف إطلاق النار الذي أبرمته تركيا وروسيا في إدلب، بشرط أن يستهدف الهجوم المواقع التركية فيها.
وأضاف أن الأسد وافق على العرض، وأنه قال للشامسي، “نحن موافقون، إيران الآن لا تستطيع الدفع لنا بسبب تجميد أموالها، وروسيا بطبيعة الحال لا تدفع”.
وبحسب “MiddleEastEye” فإن ابن زايد أرسل 250 مليون دولار للأسد، ووعده بإكمال المبلغ على دفعات.
معارضة روسية
ولفت إلى أن روسيا علمت بالاتفاق، وأرسلت على عجل وزير دفاعها، سيرغي شويغو، إلى دمشق ليبلغ الأسد بأن موسكو تعارض الاتفاق، وأنها (موسكو) تؤكد أنها ستمنع أي محاولة لخرق وقف إطلاق النار، الذي أبرمه بوتين وأردوغان، ما دفع الأسد لإلغاء الاتفاق مع الإمارات.
وفي 23 من آذار الماضي، وقبل أربعة أيام من اتصال ابن زايد بالأسد، زار وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، سوريا، حيث كان على رأس وفد عسكري، وتناول اللقاء اتفاق إدلب بين روسيا وتركيا، والتركيز على آليات تنفيذ الاتفاق
وأشار “MiddleEasteye” إلى أن أمريكا لم تكن تعلم بالاتفاق بين الإمارات والأسد، وأنها تدعم تركيا في تدخلها بإدلب لإيقاف التقدم الروسي.
وبحسب الموقع، فإن تسرب خبر الصفقة الإماراتية مع النظام السوري إلى الإعلام، هو ما دفع ابن زايد لنشر تغريدة على “تويتر”، يقول فيها إنه يدعم الأسد وحكومته في مواجهة “كورونا”، مشيرًا إلى أن ابن زايد حاول من التغريدة التغطية على المبلغ الذي قدمه للأسد من أجل إحياء معركة إدلب.
تركيا الهدف
وكان أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس والخبير والباحث في الجيوبولوتيك، البروفسور خطار أبو دياب، قال لعنب بلدي في وقت سابق، إن اتصال ابن زايد ببشار الأسد يحمل رسائل إلى تركيا.
وأردف في هذا السياق، “هناك قاعدة مهمة في السياسة تقول، عدو عدوي هو صديقي”، مشيرًا إلى التوتر بين الإمارات وتركيا.
وانتقدت المعارضة السورية موقف دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد اتصال ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، برئيس النظام السوري، بشار الأسد، بحجة مواجهة فيروس “كورونا”.
وقال رئيس “الحكومة السورية المؤقتة”، عبد الرحمن مصطفى، إن “الدور الداعم (للإمارات) يعد بمثابة جزء من دعاية لجعل نظام الأسد محاورًا دوليًا على المستوى السياسي مرة أخرى”.
وأشار إلى أن الإمارات دعمت تدخل روسيا عسكريًا في سوريا عام 2015، بهدف قمع انتفاضة الشعب السوري.
في حين استنكرت ”هيئة التفاوض العليا السورية”، اتخاذ بعض الدول والجهات حجة الجائحة للتواصل مع النظام، ومحاولة إعادة تدويره ورئيسه.
وقالت “الهيئة” إن “النظام قتل مئات آلاف السوريين، وشرد الملايين منهم، وسجن في معتقلاته عشرات آلاف السوريين الأبرياء، وكانت هذه الدول من أوائل من استنكر جرائم النظام وطالب بمحاسبة مرتكبيها”.
–