كيف سيغير “كورونا” سوق العمل حول العالم

  • 2020/04/08
  • 4:04 م
صورة تعبيرية عن العمل من المنزل (pinterest)

صورة تعبيرية عن العمل من المنزل (pinterest)

أغلقت عشرات المصانع والشركات أبوابها على خلفية انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، بينما لجأت شركات أخرى للعمل عن بعد عن طريق الإنترنت.

فتحت هذه المتغيرات تساؤلات حول تغيرات ستطال سوق العمل شكلًا ومضمونًا، بالتزامن مع إعلان منظمة العمل الدولية عن توقعاتها بانخفاض عدد ساعات العمل بنسبة 6.7%.

وقالت مجلة “Forbes” الأمريكية، في 23 من آذار الماضي، إن وتيرة التغيير في الاقتصاد والاعتماد على التكنولوجيا وإعادة تشكيل مستقبل سوق العمل كانت تسير ببطء قبل فيروس “كورونا”.

وأشارت المجلة إلى أن مستقبل العمل يتطلب إعادة هيكلة أماكن العمل وإعادة تحديد أدوار الموظفين والتعلم السريع، وهو تحدٍّ تواجهه الشركات في الوقت الحالي وستواجهه مستقبلًا.

نظرة المجلة ليست متشائمة، إذ إنها ترى أن التغيرات التي فرضها “كورونا” ربما تكون “حافزًا كبيرًا لتحويل الأعمال وتطويرها”، وعلى رأسها “ثقافة الشركات”.

ما الثقافة الجديدة للشركات

وتدور “الثقافة الجديدة” حول ثلاثة أسئلة يجب أن تجد الشركات إجابة عنها، وهي: لماذا الشركة موجودة؟ وكيف يبدو العالم بشكل مختلف لأن الشركة موجودة؟ وما الذي ستفعله ولن تفعله الشركة لتحقيق رسالتها ورؤيتها؟

ولفتت المجلة إلى خطوات اتخذتها عدة شركات حول تعزيز أو تغيير ثقافتها، بما فيها رفع أجور بعض الموظفين، وتوظيف عمال من صناعات أخرى، أو تدريب مدرّسين للتدريس عن بعد، فيما وصفته المجلة بالتركيز على الإمكانيات البشرية.

فرص اقتصادية جديدة

تفاؤل مجلة “Forbes” يشاركها فيه موقع “The Hindu Business Lines“، الذي قال، في 30 من آذار الماضي، إن تكيف الناس مع الأوضاع الجديدة من شأنه أن يخلق فرصًا اقتصادية جديدة.

وأشار الموقع إلى سعي الشركات لتطوير مهارات جديدة لموظفيها بعد اضطرارهم للعمل عبر الإنترنت، وهو ما سيؤدي إلى “تلاشي العمل ذي الأولوية المنخفضة”، وهو ما يعني تركيز الشركات على الوظائف التي تحتاجها بالفعل وإعادة هندسة أماكن العمل.

ويرى الموقع أن تحول آلاف الأشخاص للعمل من المنزل، يعني ارتفاع إنتاجية الموظفين بسبب توفير الوقت والجهد في استخدام وسائل النقل.

هذا التحول سيشمل أيضًا، بحسب الموقع، انخفاضًا في التكاليف العامة للشركات، وانكماش الحاجة إلى العقارات التجارية، وهو ما يعني توفير مساحات أكبر لاستخدامات بديلة، بما فيها إيجاد منازل للفقراء.

وربط الموقع بين التحول السابق وتطوير الذكاء الصناعي و”الروبوتات”، ودخولهما إلى قطاعات جديدة بشكل أوسع، وعلى رأسها قطاع النقل الذي سيشهد توسعًا كبيرًا.

ويرى الموقع أن عدم سكن الناس بالقرب من أماكن عملهم يعني ازدياد الضواحي وبالتالي ازدياد الطلب على النقل العام، بالإضافة إلى تصميم مرفقات جديدة لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة.

كما أشار الموقع إلى أن تأثير “كورونا” سيصل إلى قطاع الرعاية الصحية، بما يشمل زيارات شخصية أقل إلى الأطباء وستتحول إلى زيارات إلكترونية.

انتعاش قطاع السياحة

ويرى الموقع أنه مع عزلة الناس والعمل من بيوتهم سيحاولون زيارة أماكن جديدة أكثر، وبالتالي انتعاش في قطاعات النقل الجوي والفنادق والمطاعم.

مزيد من الاستثمار في التكنولوجيا

وقال نائب مدير التسويق في شركة “Keyedln”، شون ديكرسون، لموقع “Teach Puplic” إن انتشار “كورونا” شكل نقطة تحول للعمل عن بعد، وأجبر الموظفين في كل القطاعات تقريبًا على اعتماد التقنيات الحديثة كالاجتماعات عبر الإنترنت وغيرها، وهو ما سيغير ديناميكية العمل إلى الأبد.

وتوقع ديكرسون لجوء مزيد من الشركات للعمل عن بعد حتى بعد انتهاء الجائحة، بعد ملاحظتها تزايد مدخراتها، بما يشمل قطاعات الخدمات المصرفية والرعاية الصحية.

كما أشار ديكرسون إلى أن هذه المرحلة ستشهد النظر إلى العمل عن بعد بأهمية جديدة تمامًا، وهو ما يعني استثمار كثير من الأموال في التكنولوجيا، بسبب مخاوف من وباء آخر ربما ينشأ في أي لحظة.

بينما يرى مدير شؤون العملاء والتكنولوجيا في شركة “National Research Group”، في حديث للموقع نفسه، أن هذا التحول بشكل أسرع نحو التكنولوجيا كان “مدمرًا بشكل لا يصدق”، بسبب تسارعه الكبير، مشيرًا إلى أن هذا التحول وضع الشركات مباشرة في النهاية العميقة.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية